هل وأد " صقور المؤتمر " " حراك " المرزوقي ؟

هل وأد " صقور المؤتمر " " حراك " المرزوقي ؟

 

منذ الإعلان عن ميلاد " حراك شعب المواطنين " من قبل الرئيس السابق منصف المرزوقي مباشرة عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد الباجي قائد السبسي ، ظنّ الكثير من المتابعين للشأن السياسي بأن هذه الخطوة قد تنجح الى حدّ ما في قلب المشهد السياسي وانهاء الاستقطاب الثنائي بين حركة النهضة وحزب نداء تونس .

فالمرزوقي وزّع جملة من الشعارات والوعود خلال الايام الاولى لتأسيس " الحراك " من بينها مقاومة عودة " الأزلام "  ومواصلة الاعتماد على " الشعارات الثورية " ضمن برنامجه السياسي الى جانب اعتماد " تكتيك " ابعاد أبرز رموز الفشل في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتعويل على الشخصيات المستقلة ، وهو ما أسال لعاب بعض الأحزاب ورجال الاعمال و الشخصيات السياسية " الثورية " التي سارعت إلى الالتحاق بهذا الحراك  على غرار أنور الغربي و محمد القوماني ومحمد عبو وغيرهما .

لكن يبدو - وفق مصادرنا - أن هذه البادرة ولدت ميتة بسبب حرب الكواليس التي اندلعت مؤخرا بين شقيّ " عماد الدايمي وعدنان منصر وطارق الكحلاوي " من جهة ، وبين شقّ المستقلين الذي يقوده أنور الغربي الذي شارك في قافلة أسطول الحرية 3  لكسر الحصار عن غزّة رفقة المرزوقي .

ويعود أصل الخلاف وفق نفس المصادر إلى محاولة صقور المؤتمر من أجل الجمهورية تهميش واقصاء الشخصيات المستقلة عن " حراك المرزوقي " تمهيدا للسيطرة عليه ثم تحويله الى نسخة جديدة من حزب المؤتمر ، حيث عمدوا الى تكوين لجنة صلب الحراك تضمّ 25 شخصية من المؤتمر و 15 شخصية مستقلة وهو ما أثار غضبا واسعا لدى المستقلين الذين تمسكوا بحقهم  في التواجد بقوّة والمساهمة في رسم البرنامج والخطوط العريضة وطريقة التسيير ومراجعة علاقته بعدد من الاحزاب السياسية وانهاء " العداء " مع حركة النهضة .

من جهته وجد المرزوقي نفسه بين " مطرقة " القيادات التاريخية ومناضلي الأمس في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي أوصله ذات يوم إلى كرسي قرطاج ، و " سندان " الشخصيات المستقلة التي ضخّت الكثير من الدعم والمال لانجاح " الحراك " من جميع المسائل اللوجستية ، ليجد نفسه عاجزا عن اتخاذ اي موقف من هذا الطرف أو ذاك وهو ما تسبب في استقالة عبو والقوماني في مرحلة اولى ثم ابتعاد عدد من رجال الاعمال والشخصيات المستقلة في مرحلة ثانية .

ومن المتوقع أن تتواصل حرب الكواليس في " حراك المرزوقي " وهي " حرب " سياسية قد تستنزف العديد من الكفاءات وقد تساهم في عزوف الأنصار وهروبهم طالما تواصل العمل بنفس الضبابية والعشوائية ..

شكري . ش

 

التعليقات

علِّق