هل غامر الجملي أم له ثقة في الحصول على ثقة البرلمان ؟

هل  غامر الجملي أم له ثقة في الحصول على ثقة البرلمان ؟

قبل الندوة الصحفية التي دعا اليها الحبيب الجملي على عجل تردّدت أخبار مفادها عزمه على رمي المنديل خاصّة وأن لقاءه برئيس الجمهورية قيس سعيد كان قصيرا كما أنه لن يلتقي رؤساء الأحزاب الذين اجتمعوا مع رئيس الدولة...ولكنّه فاجأ الجميع بإعلانه العزم على تشكيل حكومة كفاءات من شخصيات مستقلة والاستغناء عن الأحزاب وسحب البساط من تحت أقدامهم...
رئيس الحكومة المكلّف الذي فكّر في رمي المنديل بعد تراجع التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس عن الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه مساء السبت الفارط بمباركة حركة النهضة ولكن يبدو أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أقنعه بالعدول عن هذه الفرضية واقترح عليه الاستغناء عن الأحزاب وتشكيل حكومة كفاءات وقد يكون تعهّد اليه خلال اللقاء الخاطف الذي جمعه به قبيل الندوة الصحفية على اقناع الأحزاب الأربعة وبقية الكتل بالتصويت لصالح فريقه الحكومي...
هذا القرار المفاجئ من شأنه أن يضع الجميع أحزابا وكتل برلمانية أمام مسؤولياتهم لأنّه لا أحد منهم من مصلحته عدم منح الثقة الى الفريق الحكومي وتحمّل مسؤولية الفشل الذي قد يفتح الباب أمام حل مجلس النواب والذهاب الى انتخابات جديدة...صحيح أنّه في صورة فشل الحبيب الجملي يمكن لرئيس الجمهورية تكليف الشخصية الاقدر لتشكيل الحكومة ولكن حتى هذه الفرضية قد لا تفضي الى نتيجة كما أن قيس سعيد "تبرّأ" ممّا يسمى بحكومة الرئيس ولا يريد بالتالي تحمّل تبعات أي فشل...
الجملي سيتحمّل مسؤولياته كاملة بما في ذلك امكانية الفشل في تشكيل الحكومة قبل انتهاء الآجال الدستورية أو في عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب...
ولكنّي أعتقد أنّه سيتوصّل من تشكيل فريقه الحكومي والاعلان عنه على أقصى تقدير خلال الأسبوع الأوّل من سنة 2020 والحصول على ثقة البرلمان.
ابراهيم الوسلاتي

التعليقات

علِّق