هل انتهت جميع مشاكلنا فلم يعد لنا إلا " مشاكل " محمد الطالبي ؟

الحصري - مقال رأي
في ظرف ثلاثة أيام فقط ظهر الدكتور محمد الطالبي ثلاث مرات في ثلاثة برامج مختلفة لكن على نفس القناة أي قناة الحوار التونسي . إلياس الغربي استضافه يوم الجمعة ... نوفل الورتاني استضافه يوم السبت ... وسمير الوافي ختم المسلسل باستضافته يوم أمس الأحد في برنامج " لمن يجرؤ فقط " ولم يبق تقريبا سوى حمزة البلومي الذي قد يكون فكّر في استضافته يوم الجمعة في برنامج " اليوم الثامن " ... وفي الإستضافات الثلاث تحدث الطالبي عن نفس المواضيع تقريبا وهي تحريم الخمرة أو تحليلها وتحريم البغاء أو تحليله وأيضا مسائل الزنا وما إلى ذلك من مسائل كنا نظنّ أنها محسومة أو على الأقل ليست مطروحة اليوم في مجتمعنا لا عند الفقهاء والمهتمين بالشأن الديني ولا عند علماء الإجتماع ولا عند السياسيين أيضا بمن فيهم أولئك الذين يعرفون بالمغالاة أو ربما التطرف .
وإذا كان الدكتور محمد الطالبي يريد أن " يصنع الحدث " على طريقته أو يريد أن يخالف فيعرف وهو حرّ في ذلك أيضا فإن الذي لا نفهمه هو لماذا هذا الإصرار العجيب على استضافته هو بالذات وفي نفس القناة وفي هذا التوقيت بالذات ؟؟؟. ولا أعتقد أن الأمر يتعلّق بقلّة التنسيق في قناة واحدة ليس لها مليون برنامج حتى تختلط الأمور على منشطيها وعلى إدارة البرمجة ورئاسة التحرير ...
وحتى لو اعتبرنا أن الدكتور محمد الطالبي حرّ في تفكيره ومواقفه يحلّل ما يريد ولا يحرّم ما يريد فلماذا استيقظ اليوم بالذات من سباته و" اكتشف " أن الخمرة والزنا والبغاء ليست محرّمة في القرآن ؟. هل هي مجرد صدفة أم أن هناك أمورا ما تدبّر بليل ونحن عنها غافلون ؟.
وبطبيعة الحال وجد التونسيون ما يتسلّون به خلال 4 أيام ( باعتبار هذا اليوم ... وما زال ...) فلم يكن لهم من حديث سوى الدكتور الطالبي وما قاله الطالبي ... هذا يشتم ويسبّ ... هذا يقول في همس إن له الحق في ما قال ... وهذا يهدد ويتوعد ويتمنى لو أن الطالبي يقف أمامه حتى يضربه ضربة واحدة فيريح الناس منه ومن شرّه حسب رأيه طبعا . ويبدو أن " الهدف الحقيقي " من كل هذه الحكاية قد تحقق فلم يعد للناس ما يشغلهم في حياتهم اليومية لا غلاء أسعار ولا قدرة شرائية ولا كوارث التعليم ولا هم يحزنون . وبكل وضوح نقول إن ما حصل دعوة مبطنة للتحريض على الرجل الذي ما كان له أن يسقط في هذا الفخ وهو في هذه السن ومثل هذه المكانة العلمية التي لا يستطيع أن ينكرها أحد .فالإصرار على دعوته ودفعه إلى الخوض في مواضيع لا نعتقد أنها ذات أولوية هو في النهاية " هرسلة " لا طائل من ورائها ولا أحد يستفيد منها سوى بعض االجهات التي تمتهن تكفير الناس والفتوى بإهدار دمهم وقد تكون هذه الأطراف قد فعلت وأفتت بإهدار دم هذا المفكر وهو في الثانية والتسعين من عمره ...
ومرّة أخرى نعود لنسأل : لمصلحة من كل هذا الجدل الذي أريد له أن يشتعل الآن بين التونسيين ؟. لماذا في هذا التوقيت بالذات ؟. لماذا هذه المواضيع التي تثير القتنة في البلاد ونحن لسنا ناقصين خلافات وفتنا ؟... وفي انتظار أن تتوضّح بعض الأمور نقول إن على التونسيين أن ينتبهوا وأن لا ينساقوا في هذه المتاهات التي لا شك أن فيها " واو " كبيرة جدا وأن أصحابها لا يريدون الخير لهذه البلاد .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق