هؤلاء المستفيدون من إضراب أعوان النقل !!

الحصري - رأي
أكيد أن الخاسر الأول والأخير في إضراب أعوان نقل تونس هو المواطن " الزوّالي " الذي لا حول له ولا قوة ولا يقدر على التنقل إلا بواسطة وسائل النقل العمومية ... أما المستفيدون من هذا الإضراب فهم عديدون وأولهم أصحاب التاكسيات الفردية والجماعية ... جماعة التاكسي الفردي كانوا ( وما زالوا في الحقيقة ) يشتكون من قلة المداخيل رغم أن أغلبهم يتحمل مسؤولية ذلك برفض العمل في أوقات معينة وفي أماكن معينة ... هؤلاء أصبحوا يشترطون لأن العثور على تاكسي في هذه الأيام أصعب بكثير من تمرير فيل من ثقب إبرة ... وأما أصحاب التاكسي الجماعي فقد استغلّوا الفرصة كأحسن ما يكون الإستغلال ... بعضهم عمل بطريقة عادية لكنه كسب حسب قوله في بضعة أيام ما لم يكسبه في شهر أو ربما أكثر ... وبعضهم انتقم من سيارته شرّ انتقام فصار يحشر فيها 15 أو 17 شخصا عوض ثمانية ... وعندما تسأله لماذا يفعل ذلك يقول لك إنه بدافع الشفقة على المواطنين الذين قد يضيعون لو أنه لم يتكرّم عليهم بحشرهم حشرا داخل سيارته...
وبكل تأكيد هناك أيضا جماعة " النقل خلسة " إن صح التعبير ... هؤلاء تعوّدوا على العمل في المناسبات الكبرى حيث لا تفي وسائل النقل المتوفرة بالحاجة أمام جحافل المسافرين ... لكنهم أيضا يتصيدون مثل هذه المناسبات التي لا تتكرر كثيرا فتراهم على الطريق جنبا إلى جنب مع سيارات الأجرة المرخص لها والتي يدفع أصحابها " الشيء الفلاني " ضرائب وأداءات ومصاريف ... وإلى جانب هؤلاء هناك أيضا حافلات النقل العمومي الخاص . فقبل الإضراب كانت هذه الحافلات تعمل بصفة عادية جدا وفي بعض الأوقات كانت تسير في الطرقات فارغة أو تكاد ... أما اليوم فمحظوظ من يجد لنفسه فيها مكانا خاصة في أوقات الذروة .
وفي كل الحالات تبقى منظومة النقل العمومي برمّتها في حاجة إلى مراجعة فورية وجذرية وهي التي ما فتئت تتعقد عاما بعد عام رغم الحديث " الكبير " عن إصلاحات لم نر منها أي شيء ...
جمال المالكي
التعليقات
علِّق