هؤلاء أيضا مسؤولون عن ترويج قصص الأطفال القاتلة ويجب محاسبتهم

الحصري - ثقافة
نشرنا أمس مقالا عن مسؤولية وزارة التربية في بعض الحوادث التي ذهب ضحيتها أطفال على غرار حوادث الإنتحار وقلنا إن وزير التربية بصفته وليس باسمه يتحمّل جزء من المسؤولية خاصة بعد أن تنصّل السيد الوزير من أيّة مسؤولية في ما حدث . ويبدو أن الموضوع سيشهد تطورات أخرى من خلال التفاعلات وردود الفعل عبر مختلف وسائل الإعلام . وقد قرأت منذ حين بأحد المواقع لجريدة يومية موقفا للسيدة فوزية جابر المديرة العامة للطفولة التي سئلت عن رأيها في مسألة ترويج البعض من قصص الأطفال التي تحكي عن الإنتحار الجماعي وعن زنا المحارم فقالت : " عندما علمت كتابة الدولة للمرأة والطفولة والأسرة بهذه التجاوزات راسلت وزارة الثقافة حول تكوين لجنة تضم وزارتي الثقافة والتربية وكتابة الدولة للمرأة والطفولة والأسرة للنظر في كافة القصص والمنشورات الموجهة إلى الأطفال ... " .
وحسب ما جاء في الموقع فإن المديرة العامة للطفولة أكدت أن هناك تجاوزات أخطر بكثير مما حدث . وقد أضافت قائلة : " اتصلنا بالإدارة العامة للنشر فأخبرونا بأنهم اتصلوا بالناشر وأن هناك اتجاها نحو سحب هذه القصص ..." .
وطبعا لا يجب أن يمرّ كلام مثل هذا مرور الكرام بل يجب التوقف عنده وتحليل أبعاده . فعندما تقول مسؤولة في مثل هذا المنصب إن هناك تجاوزات أخطر بكثير فإن ذلك يعني أن هناك من يعلم بهذه التجاوزات لكنه يتستّر عنها . وهنا لا نتّهم هذه المرأة لكن نطلب منها أن تعلم بمن كان على علم ولم يتحرّك لمنع الكوارث التي حصلت .
وعندما تقول إنه تم الإتصال بالناشر وإنه يوجد توجّه نحو سحب تلك القصص فهناك أحد أمرين : إما أن يكون الناشر قد أمر بالنشر دون أن يعرف محتوى ما ينشر وهذا في حد ذاته مصيبة كبرى وإما أنه كان على علم بمحتوى تلك القصص وهذا مصيبة المصائب لأنه غضّ الطرف عمّا فيها من تهديد للأطفال والأسرة ... وعلى هذا الأساس يجب مساءلة الناشر وتحميله ما يستحق من مسؤولية وليس الإتصال به للتشاور حول سحب هذه القصص .
وأمام كل ما يحصل هل نكتفي بما جدّ هنا أو هناك من مواقف وردود فعل ولا نفتح التحقيق اللازم الذي لابد منه عسى أن تحمى طفولتنا من عبث بعض العابثين ؟؟؟.
ومرّة أخرى نقول إننا لا نتّهم أحدا لكن نطالب بأن يشمل التحقيق كل من له صلة بهذا الموضوع الخطير . ولا بأس أيضا من التذكير بأن القصص التي أثارت الجدل وقد تكون وراء موجة الإنتحار في صفوف بعض اأطفال تناولت واحدة منها ملكا قرّر أن يتزوّج ابنته الجميلة ... وتناولت الثانية سلحفاة تقرر أو تدعو إلى انتحار جماعي ... وتناولت الثالثة زنا المحارم من خلال الحديث عن امرأة قرّرت أن تهجر زوجها في الفراش وأن تنام إلى جانب ابنها ...؟؟؟. وهذه الرويات نندد بها وندعو أطفالنا الى تركها ..
أما السؤال المحيّر الذي لابدّ منه فهو : أين كانت كل هذه الأطراف التي عليها مسؤولية الطفولة والثقافة والتربية عندما كانت هذه القصص تتجوّل في مكتباتنا وعند تلاميذنا وفي مدارسنا دون حسيب أو رقيب ؟؟؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق