نبيل القروي : أتعرض يوميا إلى تهديدات بالتصفية والاغتيال ولا أستغرب أن يزجّوا بي في السجن أو سجن زوجتي أو أخي

نبيل القروي : أتعرض يوميا إلى تهديدات بالتصفية والاغتيال ولا أستغرب أن يزجّوا  بي  في السجن أو سجن زوجتي أو أخي


قال نبيل القروي المترشح للانتخابات الرئاسية  في حواره  الذي بثّ على قناة  نسمة : "أعتقد أنّنا قد فزنا فعلا بفي لمعركة فلسفيا ومعنويا إذ نجحنا في جعل الفقر العدو الأول".
وأضاف رئيس حزب قلب تونس :  "عندما نرى اليوم أن الجميع يهتم بالفقراء  أدرك أنّنا فزنا بالفعل. لا يهم أن يصرح رئيس الحكومة يوسف الشاهد "إنه لن يكون هناك المزيد من الفقراء في تونس" أو أن يقول راشد الغنوشي  رئيس حركة النهضة  "إنه يجب علينا القضاء على الفقر"  المهم اليوم أنّ السياسيين غيّروا سياسة الاجتماعات في الفنادق أو الملاعب وأصبحوا يتوجهون مباشرة للفقراء ويسعون لتلبية احتياجاتهم"  مؤكّدا "هذا هو الهدف الذي نسعى إليه: أن نجعل من الفقر محور اهتمام بالفعل".
قلب تونس: قلب يعكس قربنا من الناس
وأشار نبيل القروي إلى أنّ فلسفة حزب قلب تونس تحمل عدّة معاني منها  أن ننظر إلى الناس من خلال القلب الذي يعدّ أهمّ عضو في جسم الإنسان قائلا "نحن قلب نابض  قلب يفكر في التونسيين  قلب يُترجم عملنا والتواصل المباشر مع الناس".
وفي خصوص اختيار الأسد شعارا للحزب قال : "الأسد لا يخون ولا يغدر  وأنا محاط بأشخاص لن يخونوا ولن يغدروا أبداً وهدفهم الوحيد هو إخراج البلاد من حالة الركود التي تعيشها" مضيفا أنّ بلادنا اليوم في حاجة لأشخاص أقوياء لديهم أفكار قوية ورؤية واضحة ناهيك عن أنّ شعار الأسد الأحمر هو رمز سهل ويتذكّره الناخبون.

قانون الاقصاء: قانون ضد إرادة الشعب

وأفاد نبيل القروي أنّه منذ نشر آخر استطلاعات الرأي  تغيّر الوضع  وتعطل المشهد السياسي. فحالة الارتباك التي أحدثتها نتائج استطلاعات الرأي سرعان ما تحولت إلى مشروع  لتعديل قانون الانتخابات وذلك قبل بضعة أشهر من الانتخابات مؤكّدا أنّه قانون قائم على الإقصاء ويهدف إلى استبعاده من الانتخابات الرئاسية مشيرا إلى تصريح أحد الوزراء الذي قال بوضوح "إن هذا القانون جاء ضدّ ترشّح نبيل القروي".
وأضاف أنّ حالة الارتباك والخوف من فقدان السلطة دفعت الحكومة وحزبها تحيا تونس وحلفاءه، بمن  فيهم  النهضة  إلى اقتراح تغييرات استثنائية لإقصاء المعارضين السياسيين لها مثلما فعل بن علي عندما أراد استبعاد نجيب الشابي وأن  الأشخاص الذين في السلطة لم يهتموا أبدا بالفقراء خلال كل هذه السنوات ولم يقلقهم أبداً بؤسهم وضيقهم ولم يذهبوا للقاء المحتاجين بل انشغلوا في "اقتسام الكعكة".

وأكّد نبيل القروي أنّ إنشاء حزب تحيا تونس التابع للحكومة جاء نتيجة للسياحة الحزبية وعليه نفهم سبب عدم تمرير مقترح الفصل المتعلق بحظر السياحة الحزبية وهذا يعكس بوضوح توظيف أجهزة  الدولة واستغلالها مما دفع بعض النواب إلى خيانة ثقة ناخبيهم مشيرا إلى أنّ حزب قلب تونس ليس كبقية الأحزاب . فهو حزب يعمل فعلا على مقاومة الفقر . كما أشار إلى تعمّد طرف معيّن احتقار الفقراء وإقصاءهم بقوله "خذ الفقراء الذين تتكلم عنهم واذهبوا بعيدا". وتمّ لاحقا تعيين هذا الشخص وزيرا. "مثل هؤلاء يعتبرون أنّ المواطن الفقير لا يفكّر في حين أنّ المحتاجين أكثر الناس قدرة على الاختيار وهم قادرون على التمييز بين الصادق والكاذب".
وأضاف نبيل القروي أنّه لن يتراجع مؤكداً أنّه يمثل مطلبا شعبيا لملايين التونسيين الذين سئموا السياسة وأصبحوا يفكرون في القيام بانتفاضة حيث أنّ التحركات اليوم تأتي على خلفية الشعور بالجوع وبالعطش أمام الأزمة التي تعاني منها البلاد.
كما استنكر سلوك بعض الأشخاص الذين لا يترددون في الحكم على الآخرين بالسجن قائلا أنهم "يجلسون في المقهى ويوزعون الأحكام بالسجن" اقتداء ببعض الأفراد في السلطة الذين يستعملون أدوات الدولة في الضغط على القضاء والموظفين العموميين.
وقال نبيل القروي "إنّ حزب قلب تونس يتكوّن من كفاءات تتقاسم نفس الفكر والعزيمة والشعور بالمسؤولية إزاء مقاومة الفقر .  فقد اجتمعت مع قرابة أربعين شخصا لهم كفاءات في الاقتصاد والإدارة والتجارة..."

تحرير الاقتصاد لمحاربة الفقر
"إنّ بلادنا اليوم في حاجة إلى تحرير الاقتصاد كي نتمكن من محاربة الفقر بدل الاعتماد على حلول تعود إلى فترة الستينات في تسيير البلاد. إنّ الحلول التي جاءت في عهد بورقيبة لم تعد صالحة فالعالم تغيّر".
"لقد نجحنا سياسيا في تونس رغم الفوضى حيث أنّنا الوحيدون الذين حققنا أهداف الربيع العربي دون الوقوع  في حرب أهلية وحمام دم". لكن ركزنا على السياسي أكثر من الاقتصادي. والفترة القادمة هي فترة اقتصادية واجتماعية بامتياز والتونسيون في حاجة لأشخاص جديرين بالثقة وقادرين على النهوض باقتصاد البلاد.
وأوضح نبيل القروي أنّ حزبه لا يسعى إلى فرض أفكار مسبقة أو فرض أراء الحزب  بل يهدف للعمل مع اتحاد الشغل كشريك أساسي  ومع الإدارة العميقة ويعوّل على الكفاءات الموجودة بها لخدمة البلاد والشعب. ودعا نبيل القروي مختلف الموظفين إلى العمل وعدم الانسياق وراء التجاذبات السياسية الموجودة مؤكّدا أنّ حزبه لا يسعى للتشفي والانتقام بل يعمل على مهمة أساسية وهي محاربة الفقر التي لا تكون إلا في ظلّ مناخ آمن. فبلادنا اليوم تعرضت لهجمات إرهابية بعد سنة كاملة من الأمن  والحمد لله . وبدل الاهتمام بالحالة الأمنية للبلاد قام الأشخاص الموجودون حاليا في السلطة بالتخطيط لمحاولة لتعويض رئيس الجمهورية المنتخب عندما تعرّض لوعكة صحيّة بدل أن يتمنوا له الشفاء العاجل.

ووجّه نبيل القروي التحية للباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية وتمنى له الشفاء قائلا إنّه رجل دولة قادر على جمع التونسيين على نفس الموقف عندما تتعرض البلاد لمثل هذه الهجمات الإرهابية في حين أنّ القائمين على السلطة اليوم لم يكن لهم موقف واضح وتركوا موضوع الإرهاب للحديث عن الحالة الصحية للرئيس.
وأكّد نبيل القروي أنّه يتعرض يوميا إلى تهديدات بالتصفية والاغتيال كما أنّه لا يستغرب أن يتم الزج به في السجن أو سجن زوجته أو أخيه  بتهمة التهرب الضريبي في حين أنّ وضعه كمستثمر ورجل أعمال لا يختلف عن وضع 380 ألف شركة في تونس تعاني من مشاكل مع الضرائب أو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي خاصة مع تدهور قيمة الدينار التونسي وتراجع مداخيل الإشهار.وأفاد نبيل القروي أنّه لو نجح في كسب الانتخابات فسيحرص على مساعدة هذه الشركات في تجاوز أزمتها مؤكّدا أنّه لن يتراجع وسيواصل العمل وتكوين قائمات لدخول غمار الانتخابات حتى لو تمّ الزج به في السجن.
وقال رئيس حزب قلب تونس إنّ حزبه يرحب بكلّ الكفاءات التي تتقاسم فلسفة الحزب وتشاطره  أفكاره وتودّ الانضمام إليه إلاّ حزب "تحيا النهضة"  في إشارة إلى كلّ من ينتمي لحزب تحيا تونس وحركة النهضة.

وأضاف نبيل القروي أنّ كلّ شيء وراد بما أنّ القائمين على الحكومة اليوم لم يتردّدوا في التصريح بأن تعديل قانون الانتخابات جاء لإقصائه ومنعه من الترشّح للانتخابات قائلا إنّ هؤلاء الأشخاص يعملون ضدّ إرادة الشعب لأنّهم إذا قاموا بإقصائه وإقصاء عيش تونسي وعبير موسي فإنّهم بالتالي أقصوا الأطراف الحائزة على أعلى نسب في نوايا التصويت ولم يبقوا على أحد ممن يمثلون إرادة الشعب التونسي.
وقال نبيل القروي "لو أنّ الأحزاب الحاكمة اليوم نجحت  وعملت على مساعدة المحتاجين والنهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد لما كنا موجودين وما ترددنا في الوقوف في صفّهم ووراءهم مستغربا أن يتم اقتراح قانون إقصائي مضيفا: لم  لا يتم سنّ قانون يفرض على المترشحين للانتخابات العمل على خدمة البلاد والشعب من خلال العمل الميداني قبل دخول الساحة السياسية على غرار ما يتمّ العمل به في البلدان الإسكندنافية قائلا "كنّا ننتظر معركة انتخابية في كنف الديمقراطية لا سلوكا مماثلا".
وختم نبيل القروي الحوار بشكر كافّة الفريق العامل معه من نساء ورجال مخلصين للبلاد وشعبها مؤكّدا ثقته في ذكاء الشعب ومؤمنا بما اعتبره ثورة الصندوق يوم 6 أكتوبر المقبل.
 

التعليقات

علِّق