مهندسة تونسية تخاطب الأساتذة : أنتم تصرّون على اعتبار مهنتكم " شاقّة " فماذا يقول المهندسون ؟

استمعت مساء أمس عبر أمواج إحدى الإذاعات إلى مهندسة تونسية وجّهت كلاما " شديدا " إلى الأساتذة في إطار نقاش فتحته الإذاعة حول أحد مطالب الأساتذة باعتبار أن مهنتهم شاقّة وبالتالي تتطلّب تقاعدا في سنّ 55 عاما .
وبكل صدق ورغم بعض التحفظ على ما قالته هذه المهندسة من منطلق احترامي الأزلي للأساتذة عموما ولكل من علّمني حرفا في هذه الدنيا في كافة مراحل التعليم فقد وجدت في كلامها الكثير من المنطق والصواب . وعلى هذا الأساس سأحاول تذكّر ما قالته أو أهمّ ما قالت على الأقل .
فقد تحدّثت المهندسة قائلة : " إني لأعجب من إصرار الأساتذة على اعتبار أن مهنتهم مهنة شاقة لأني لا أرى مشقّة في ما يعملون . فهم يعملون عددا ضئيلا من الأيام في السنة ويتمتّعون بالعطل التي نعرف أن من بينها عطلة الصيف التي تصل إلى شهرين ونصف . وفي المقابل نحن معشر المهندسين لا نتمتّع بأي شيء من امتيازات الأساتذة . وأنا على سبيل المثال بصدد تحضير شهادة الدكتوراه وقد درست 8 سنوات بعد الباكالوريا لكن مرتّبي أقل من مرتب أستاذ مبتدئ . وبحكم أنه ليس لي الحق إلا في 26 يوما من الراحة في السنة فإنني ومن منطلق مسؤوليتي في العمل لا أتمتّع بعطلتي السنوية كاملة ولو حدث أن ارتحت 7 أيام " مع بعضها " أكون قد حققت إنجازا عظيما . وإضافة إلى ذلك نحن نعمل بمعدل ساعات يترواح بين 9 و 12 ساعة في اليوم ولم نشتك ولم نبك رغم أن عمادتنا تناضل منذ سنوات من أجل تحسين أوضاعنا ومنحنا حقوقنا الضائعة ...".
وختمت المهندسة كلامها بسخرية سوداء إذ قالت : " أعرف بعض العائلات التي تنصح أبناءها وبناتها باختيار التعليم لأن فيه الكثير من الراحة التي لا توجد في قطاعات أخرى ...". وبكل صدق لم أجد تعليقا ...فأترك لكم التعليق .
ج - م
التعليقات
علِّق