بحضور وزيرة الثقافة سنية مبارك ووالي بنزرت  منور الورتاني وأمام شبابيك مغلقة ومدارج مكتظة احتضن مسرح الهواء الطلق ببنزرت سهرة الحدث  ضمن فعاليات مهرجان بنزرت الدولي عرض – الزيارة- التي أثثها الفنان سامي اللجمي و مجموعته بعرضه " الزيارة " و الزيارة هو عمل فرجوي موسيقي مستنسخ من  للعرض الصوفي الأشهر في تونس " الحضرة" لكل من الفاضل الجزيري و سمير العقربي و لكنها في المقابل تتميز عنها باختصاص البحث في تراث العوامرية و العيساوية  و تقديمه للمرة الأولى للجمهور الواسع وتقديمه في توزيع موسيقي جديد
عرض الزيارة الذي قدم للمرة الثالثة على ركج مهرجان بنزرت الدولي حيث تم تقديمه في الدورة السابقة في مناسبتين واكبه حوالي 9 آلاف متفرج  وجد صدى كبيرا عند أحباء وجماهير مهرجان بنزرت الدولي والذين أتوا من المعتمديات الداخلية وحتى من الولايات المجاورة لمواكبى فعالياته و بالتالي لم يكن برمجته ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثالثين لمهرجان بنزرت الدولي من باب الصدفة .
العرض انطلق كأبهى ما يكون اشتغالا على الإنارة الموزعة بإحكام على المنشدين و على منفذي التعبير الجسماني من ورائهم و على كل كبيرة و صغيرة فوق الركح هذا بالإضافة إلى عملية البحث الواضحة موسيقيا و التي تم تقديمها على الركح و جعله يبدو كمختبر موسيقي مفتوح حيث أن من يشاهد مسبقا الآلات الموجودة في العرض قد يكاد  لا يصدق أن الموسيقى الصوفية قد تجد طريقا للامتزاج مع هذه الآلات الحديثة نسبيا و لكن كل هذا يتلاشى تدريجيا مع تقدم العرض الذي منحه الفنان منير الطرودي بعدا إضافيا
الجمهور يتفاعل
جمهور مهرجان بنزرت الولي والذي واكب هذا العرض الموسيقي بكل تلقائية وعفوية بقي مشدودا إلى موسيقى سامي اللجمي و مجموعته متفاعلا معها خاصة وان اللحمي قدم اضافات موسيقية على العروض السابقة وركز بالأساس خلال هذا العرض على التراث الموسيقي البنزرتي من خلال ترديد أغاني تراثية جد مشهورة في ربوع ولاية بنزرت على غرار – سيدي سالم-  و – المنوبية – و نغارة – وغيرها من الأغاني والتي كانت الجماهير ترقص وتتمايل كالأمواج على إيقاعاتها  في تناسق كبير وتلقائي زادته الإضاءة المدروسة رونقا وجمالا.
التحية التي وقف الجمهور الحاضر لتأديتها إلى المجموعة الموسيقية في آخر السهرة كانت دليل قاطع على أن هذا العرض الذي سبقته سمعته كان وفيا لهذه السمعة لذا فإن التفكير في إعادته مرة أخرى على ركح مسرح الهواء الطلق ببنزرت خلال هذا الصيف يبقى أمرا واردا جدا.
كما عرف هذا العرض الموسيقي تنظيما مجكما من طرف إدارة مهرجان بنزرت الدولي     والأمن الوطني حيث لم نسجل طيلة الحفل الذي دامت حوالي الساعتين ونصف الساعة أي إشكال يذكر.
حافظ كندارة