عندما غنّى الفنان صابر الرباعي وهو شاب يانع في برنامج – نجوم الغد – في أواسط الثمانينات أغنية المرحوم كارم محمود –على ورق الورد – تكهن له  الكثيرون من العارفين بالنجاح في العالم الفن والطرب...وهذا ما تحقق فعلا ليتربع هذا الفنان صابر الرباعي على عرش الأغنية العربية وأصبح نجما في العديد من البرامج التلفزية الغنائية الفنية على غرار –ذو فويس- والتي كشفت عما يحظى به هذا الفنان  من شهرة واحترام ومحبة هذا الرصيد الإشعاعي لم يأتي من فراغ بل بحرص  من هذا الفنان المبدع والمثقف على احترام فنه وجمهوره  بانتقاء المادة الفنية  التي يقدمها له .

إقبال جماهيري كبير

ومن هذا المنطلق لم يتفاجأ أحد بالإقبال الجماهيري الكبير في السهرة الحدث الذي أحياها الفنان صابر الرباعي ضمن فعاليات الدورة 34 لمهرجان بنزرت الدولي على جميع المستويات سواء من حيث عدد الجماهير التي فاقت  7 متفرج  أو من حيث تفاعل الجماهير مع أغاني هذا الفنان والحقيقة تقال لم يترك الفنان صابر الرباعي أي شيء للصدفة حيث انطلق الفريق العامل معه على الإعداد  لهذا الحفل في متسع من الوقت وهو إن دل على شيء إنما دل على المستوى الاحترافي الذي وصل له هذا الفنان التونسي .الا أن الإضاءة الركحية لم تكن متناسقة كالعادة وأقلقت الجماهير الحاضرة  خاصة وان جزء منها كان مسلطا عليها . وحول هذه النقطة قال الفنان صابر الرباعي " أسعى في كل حفل الى تقديم صورة جميلة لكن ليعلم الجميع أن الإنارة الركحية خلال سهرة مهرجان بنزرت الدولي كانت خارج طاقمي الفني "

تجاوب جماهير رهيب

الجماهير الحاضرة خلال هذه السهرة تجاوبت  مع كل الأغاني التي غناها صابر الرباعي  طيلة الساعتان وربع  الساعة على غرار كل من –تحدى العالم – و عزة نفسي وكده معقول وكان التألق على أشده في جل الأغاني القديمة أو الجديدة التي غناها صابر الرباعي  على غرار – غنجة- و- كبرنا- أو من الأغاني التي اشتهر بها أو تلك التي طالب بها الجماهير والتي استجاب لها الفنان صابر الرباعي بكل تلقائية على غرار أغنية أتحدى العالم  كما كان التفاعل على أشده مع كل الأغاني التي تم تقديمها سواء بالصمت الرهيب والتمتع بصوت هذا الفنان العربي المتألق أو بالرقص الحميمي مع الأغنيات ذات الإيقاع الراقص على غرار كل من سيدي منصور و برشة برشة يا مدلل وغيرها من الأغاني حتى انه انسجم في إحدى الأغاني مع المحبة رقم واحد للنادي البنزرتي الحاجة بهيجة وأهداها بعض أغانيه .

كما أن الفن التو نسي الأصيل كان حاضرا في هذا الحفل الذي شبهه البعض بحفل من ألف ليلة وليلة من خلال تقديم كوكتال تونسي .

تشجيع المواهب الشابة

مفاجأة هذه السهرة كانت قبول الفنان صابر الرباعي صعود الموهبة الشابة  الطفل – محمد عزيز الحديجي - والذي شارك سابق في ذو فوس كيدس – وأدرك الدور النصف النهائي حيث غنا هذا الطفل في تناسق كبير أغنية صابر الرباعي – يا عسل- بكل حرفية وتميز. حيث أكد صابر الرباعي على ضرورة تشجيع المواهب التونسية  الشابة وإعطائها الفرصة للتألق والبروز معتبرا الطفل محمد عزيز أحد المفاجآت الطيبة على الساحة الموسيقية التونسية.

سهرة ستبقى في الذاكرة

سهرة فنية طربية لن تمحى من ذاكرة كل الجماهير التي هبت قبل ساعتين لفضاء المسرح الصيفي ببنزرت لمتابعة هذا الحفل في ظروف طيبة مما جعل الفنان صابر  الرباعي يكون سخيا في عطائه ولم يبخل ولو بلحظة لتتميع أحبائه وجمهوره بما لديه من فن وطرب وحضور ركحي متميز زادته التقنيات الصوتية جمال على جمال .
.وقد نوه الفنان صابر الرباعي في آخر هذه السهرة بحسن تنظيم هذا الحفل وبالدور الكبير الذي قام به مهرجان بنزرت الدولي لإنجاح هذا العرض وخاصة على مستوى الدعاية المدروسة والتقنيات الصوتية المتميزة المعتمدة من طرف إدارة مهرجان بنزرت الدولي .
سهرات قادمة

ومن أبرز سهرات هذا الأسبوع الموعد الحدث مع الفنان المسرحي لطفي العبدلي وعرض أوبرا – نساء ونصف-ومسرحية – عشرة سنين زواج-لتكون سهرة نهاية الأسبوع مع الفنان العربي نور مهنى

حافظ كندارة