مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان:حرية الصحافة مهددة في كل المناطق حول العالم

مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان:حرية الصحافة مهددة في كل المناطق حول العالم

قال مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في اليوم العالمي لحرية الصحافة :"يشكّل الإعلامُ الحر والمستقل شريانَ حياة المجتمعات القادرة على الصمود في وجه الأزمات.وفي ظلّ النزاعات المتفاقمة، والفوضى المناخية، والانقسامات المتصاعدة، والمشهد الرقمي المتغير بسرعة فائقة، أصبحت الصحافة الحرة اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

فوسائل الإعلام تساعدنا على فهم العالم من حولنا وتشجّعنا على التفكير النقدي والحوار.كما يكشف المصورون واقع الحرب المرير، وكيف تدمّر حالة الطوارئ المناخية حياة الناس.

أمّا الصحافيون الاستقصائيون فيَروون القصة الحقيقية وراء الأحداث - الكبيرة منها والصغيرة - ويفضحون إساءة استخدام السلطة والفساد والجرائم الأخرى.

و تابع قائلا :" إنّ الإعلام الحر والمستقل هو أفضل ترياق للتضليل والمعلومات الكاذبة.ومن واجب الحكومات والقادة حمايته.لكنهم يفشلون في ذلك.فحرية الصحافة مهددة في كل المناطق حول العالم.

كما تضايق الدول العاملين في وسائل الإعلام، وتحتجزهم وتعذبّهم، بل وتقتلهم حتّى لمجرد قيامهم بعملهم.

وفي بعض مناطق النزاعات، تقيّد الأطراف المتحاربة إمكانية وصول الصحافيين أو تحرمهم منها تماماً."

و اضاف تورك :" لقد قُتل ما لا يقل عن 20 عاملاً في مجال الإعلام حتى اليوم في هذا العام، ولا يزال الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقّ الصحافيين متفشياً على نطاق واسع. فأكثر من ثمانية من بين كل عشر حالات قتل صحافيين تمر من دون عقاب.

يذكّرنا اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام بأن القيود المفروضة على وسائل الإعلام آخذة في الازدياد، إذ يعيد الذكاء الاصطناعي تصميم كيفية إنتاج المعلومات وتوزيعها واستهلاكها بشكل جذري.

قد يشكّل الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة للصحافيين، لكنه ينطوي أيضاً على مخاطر جمّة تهدّد حرية الصحافة.فغالباً ما تملي الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي ما نراه، وتشكل آراءنا وتصوراتنا للواقع.

كما يستغلّ السياسيون الذكاء الاصطناعي لتحويل المعلومات المضللة إلى سلاح وفرض أجنداتهم الخاصة.

أمّا الدول فتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الصحافيين ومصادرهم عبر الإنترنت، منتهكةً بذلك الحق في الخصوصية. ولهذا آثار مخيفة على العاملين في وسائل الإعلام في كل مكان.كما يتم استهداف النساء الصحافيات بشكل غير متناسب.

وما يزيد من تفاقم المخاوف أكثر، حقيقة أنّ مجموعة صغيرة من الشركات والأفراد تسيطر سيطرة شبه كاملة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتؤثّر على المشهد الإعلامي العالمي. وهي تستطيع، بكبسة زرّ، نشر وجهات نظرها وإسكات المعارضة.

يتيح لنا اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة الالتزام - على وجه السرعة - بتغيير المسار.ويبدأ هذا التغيير بالدول.إذ يجب أن تضمن سلامة الصحافيين، وأن تحميهم من الاعتداءات وحملات الكراهية والمراقبة والمضايقات الجسدية والقانونية.

وعند تنظيم الذكاء الاصطناعي، على الحكومات أن تقيّم أثره على حقوق الإنسان. "

و ختم كلامه قائلا :" ومن الضروري للغاية فرض الشفافية الكاملة على كيفية استخدام البيانات، وكيفية تنسيق المحتوى وتصميم الخوارزميات.

كما يجب تحديث قوانين تركيز وسائل الإعلام فتعكس قوة الذكاء الاصطناعي والمنصات التكنولوجية، وتعزّز المشهد الإعلامي المتنوع الذي يؤمّن مساحة للصحافة المستقلة.

تؤدّي شركات التكنولوجيا، من جهتها أيضاً، دوراً حاسماً. ونطلق اليوم، بالتعاون مع اليونسكو، مبادئ توجيهية تساعد شركات التكنولوجيا على تقييم المخاطر التي تطرحها أدواتها وتهدّد الصحافيين والأصوات الناقدة.

بإمكان وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمتنوعة أن تساهم في رأب الانقسامات في مجتمعاتنا.ويجب أن نبذل كل ما في وسعنا لحمايتها والسماح لها بالازدهار".

التعليقات

علِّق