أدلى أمس من خلال برنامج " اليوم الثامن "  عدد من المواطنين يعيشون بالمناطق التي تنشط بها المجموعات الإرهابية في كل من الكاف وجندوبة ببعض الشهادات ... وقد شدّت انتباهنا معلومة  " أفلتت " من  رقابة كافة الحاضرين بمن فيهم  العميد مختار بن نصر الذي كان من المفترض أن يكون أول المتفطنين لها وأن يعطيها حقها بالشرح والتوضيح .

أما المعلومة التي جاءت على لسان أحد المواطنين الشهود فتقول وتفيد بأن الإرهابيين " يحتلّون برج مراقبة " يقع بالقرب من الحدود مع الجزائر بولاية الكاف ... وهم يراقبون من خلال البرج كل شيء يتحرّك بشكل دائم ودقيق " ... هذه المعلومة وبقطع النظر عن صحتها أو عدم صحتها لا نظن أنها  بهذه البساطة التي تجعل كافة الحاضرين في البرنامج لا يعيرونها ذرة واحدة من الأهمية ... فقد تركت نقاط استفهام عديدة لعل أهمها : ألهذا الحد بلغت قوة الإرهابيين في تونس ؟. هل بهذه السهولة يمكن لأية مجموعة إرهابية أن تسيطر على برج مراقبة نعرف جميعا أنه تابع للجيش الوطني مثله مثل كافة أبراج المراقبة في البلاد ؟ .

 وإذا اعتبرنا  ما قاله العميد بن نصر عن أن الجماعات الإرهابية  التي وقع التضييق عليها حتى أصبحت مجموعات صغيرة تتركب من ثلاثة إلى خمسة أفراد فهل يمكن لمجموعة صغيرة بهذا الحجم أن تسيطر على برج مراقبة  لا أحد يملك صلاحية استعماله إلا الجيش الوطني ؟؟

لقد كانت بالفعل أسئلة حارقة وكنا نتمنى أن يتفطن إليها العميد باعتبار أنه إطار عال في الجيش الوطني وأن يشرح لنا الأمور بكل دقة خاصة أن المعلومة في حد ذاتها قد تكون مغلوطة باعتبار أن من أدلى بها مواطن عادي لا يملك الخبرة العسكرية أو الأمنية بشكل يجعله يفرّق بين برج مراقبة و " برج الرومي " مثلا ...؟؟؟.

 

جمل المالكي