مطار تونس قرطاج : تجدد الخلاف بين الطيارين والتقنيين ولا أحد يعطي قيمة لمصالح المسافرين

مطار تونس قرطاج : تجدد الخلاف بين الطيارين والتقنيين ولا أحد يعطي قيمة لمصالح المسافرين

 

تجدد اليوم الخلاف بين قائدي الطائرات  والتقنيين بمطار تونس قرطاج الدولي  حول ذلك الويّ اللعين المتشابه بين السلكين . فقد تعطّلت ثلاث رحلات  عن موعدها في اتجاه كل من " ليون " وميلانو وروما ... ودخلت إدارة الخطوط التونسية في مفاوضات جديدة  جمعت الأطراف المعنية  من أجل إيجاد حلّ لهذا المشكل  الذي يبدو أنه بات مزمنا . وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا نعرف تفاصيل أكثر عن فحوى الاجتماع ولا عن النتائج التي سيفضي إليها .
وفي انتظار ذلك دعونا نذكّر بأصل الحكاية . فقد جد يوم 17 فيفري الماضي خلاف  بين قائد الطائرة التابعة لشركة الخطوط التونسية المتجهة نحو باماكو والميكانيكي المسؤول عن عملية التثبت من جاهزية الطائرة  اذ رفض القائد  أن يصعد الميكانيكي على متنها بزي يشبه زيّه وهو ما جعل الميكانيكي في المقابل يرفض التوقيع على الوثيقة التي تجيز للقائد الإقلاع بالطائرة. وقد أدّى  الخلاف إلى تعطيل عملية التسجيل وبالتالي تعطيل مصالح المسافرين الذين ظلوّا عالقين بالمطار منذ ساعات طويلة  . وقد تكرر الأمر وتعطّل المسافرون على  الرحلة المتجهة نحو نواق الشط بعد احتجاج القائد الذي سيؤمن الرحلة تضامنا مع زميله.  وتواصل المشكل ليشمل رحلة  في اتجاه جنيف  تأخرت حوالي  ساعة ونصف وأخرى باتجاه وهران .
ورغم خلية الأزمة  التي كونتها الوزارة  بمطار تونس قرطاج الدولي تواصل الإشكال حول الزيّ المتشابه  يوم 18 فيفري 2017 وتسبب  في تأخر الطائرة المتجهة نحو جنيف. وقد نفّذ فنّيو الطائرات في نفس اليوم  وقفة احتجاجية أمام مقر اتحاد الشغل تنديدا بطريقة معاملتهم من قبل قائدي الطائرات بالخطوط التونسية الرافضين للزي الجديد للفنيين والميكانيكيين بتعلّة أنّه مشابه لزيهم.  ورغم تأكيد  الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية  يوم  18 فيفري  أن الخطوط التونسية  تعمل على إيجاد حل جذري للإشكال  الحاصل بين الطيارين والتقنين حول مسالة الزيّ  بالتعاون مع الأمين العام لاتحاد  الشغل  ووزير النقل  و أنّ المساعي جارية لفض إشكال تأخر الرحلات الجوية التي بلغ بعضها 48 ساعة  معتبرا وأن الإشكال القائم لا يجب أن يمس بصورة الشركة فإن الأمر باق على حاله مما يطرح العديد من الأسئلة  والنقاط  الغامضة التي لعلّ أهمّها : هل بلغت الأمور هذا الحد من التسيّب حتى بات مصير المسافرين التونسيين والأجانب  رهين شطحات البعض من العاملين في " الخطوط التونسية " ؟. هل أن إدارة الشركة عاجزة عن إيجاد حلّ لمشكل كان عليها أن تحله في ربع ساعة ؟. ثم أين الوزارة من كل هذا ؟. أليست معنيّة بصورة الشركة التي ضربت في الداخل والخارج رغم حرص الإدارة على أن لا تضرب؟. ألا تعنيها مصلحة المسافرين الذين نعرف أن منهم من تعطّلت مصالحه ومن ألغى ملتقيات دولية خارج البلاد  بسبب هذا المشكل الذي يبدو أنه نازل من السماء ؟. ثم والأهم من كل هذا هل إن ما يحصل كان ولا يزال بمجرد الصدفة أم أن هناك من  " يلعب " من وراء الستار من أجل  " تبريك " الشركة  وضرب صورتها ثم الإنقضاض عليها في عملية تفويت قد تصبح لا مفرّ منها ؟.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق