مصالح الناس لا تعني لهم شيئا : متى يتوقّف أعوان " نقل تونس " عن اعتبار الشركة " ملك السيّد الوالد " ؟؟؟

فجأة ودون سابق إنذار توقفت حركة الحافلات مساء أمس بساحة برشلونة وشارع قرطاج وتداول الناس بسرعة خبر " الإضراب المفاجئ " لأعوان الشركة . وكان المشهد بعد ذلك مؤسفا إذ جرى الناس إلى محطة النقل الجماعي لعلّهم يظفرون بعودة إلى منازلهم في ظل غياب " الصفراء " التي لا أحد يعرف متى ستعود أو ربما لن تعود .
ولئن عادت حركة الحافلات إلى نسقها العادي بعد حوالي ساعة أو أكثر فإن السبب الذي توقفت بموجبه غريب وعجيب إذ سرت بين الأعوان " معلومة " تفيد بأن مرتباتهم لشهر ديسمبر سوف تتأخّر.
هذا التصرّف يرقى إلى مرتبة الجريمة التي يجب أن يعاقب عليها الأعوان الذين توقفوا عن العمل هكذا " من روسهم " دون اعتبار لمصالح الناس . وهو تصرّف نابع من عقليّة بالية يعتقد أصحابها وهم جلّ الأعوان أن الشركة ملك للسيد الوالد يفعلون فيها وبها ما يشاؤون . أما مصالح عباد الله الذين تدّعي الشركة دائما أنهم رأسمالها فلا تساوي عند هؤلاء الأعوان فلسا واحدا . ولا شكّ أن هذا التصرف سيتواصل طالما أن الردع غائب وطالما أن طلبات الأعوان دائما مستجابة وطالما أنهم يضربون ثم يعودون إلى العمل وكأنّ شيئا لم يكن .
وأما الإدارة العامة لشركة النقل بتونس وعوض أن تعتذر للمواطنين " الغلابة " فقد سارعت بإصدار بلاغ رسمي لترضي أعوانها وأكّدت فيها أنّه سيتم صرف أجرة شهر ديسمبر اليوم الخميس 3 جانفي 2019 ... ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق