مشروع FIESP II: نجاح في تعزيز تشغيل الشباب

مشروع FIESP II: نجاح في تعزيز تشغيل الشباب

في إطار مشروع FIESP II، الذي يهدف إلى دعم تشغيلية الشباب وتعزيز مهاراتهم في القطاعات الصناعية الواعدة، تم تنظيم برامج تكوين متخصصة في قطاع الصناعات البلاستيكية.

وتأتي هذه المبادرة ثمرة شراكة بين الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل (ANETI) ووحدة الدعم للتكوين والتشغيلية (UAFE) لقطاع البلاستيك، ووزارة التشغيل والتكوين المهني (MEFP)، وذلك عبر منصّة إلكترونية مخصّصة للفرز الأولي وتقديم الترشحات.

أكثر من 1300 مترشّح من مختلف الجهات قاموا بالتسجيل على هذه المنصّة، وقد خضعوا لاحقًا إلى مقابلات انتقاء أجرتها لجنة تضمّ ممثّلين عن مراكز التكوين والمؤسسات الصناعية ومستشاري الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل (ANETI)، وذلك بهدف اختيار المترشحين الأكثر ملاءمة لمسارات التكوين المقترحة.

وأسفرت عملية الانتقاء النهائي عن اختيار 51 مترشّحًا من بين جميع المترشحين، وذلك استنادًا إلى معايير الكفاءة، والالتزام، والقدرة على الاندماج المهني، ويُشارك هؤلاء المترشحون في برامج تكوين قصيرة المدى تم إعدادها خصّيصًا لتلبية احتياجات قطاع الصناعات البلاستيكية.

وتشمل هذه التكوينات أربع اختصاصات رئيسية:

الحقن (Injection) 13 مترشحًا (من جويلية إلى ديسمبر 2025)

الريولوجيا (Rhéologie): 12 مترشحًا

البثق (Extrusion) 11 مترشحًا

الصيانة (Maintenance) 15 مترشحًا (من أفريل إلى سبتمبر 2026)

وقد تمّ تنفيذ التكوين وفق نظام مزدوج يجمع بين التكوين النظري والتطبيقي:

3 أشهر من الدروس النظرية والتطبيقية داخل مراكز التكوين

3 أشهر من التدريب الميداني داخل المؤسسات الصناعية

وفي إطار الشراكة مع الغرفة النقابية لمصنعي البلاستيك تحت إشراف الجامعة الوطنية للكيمياء من جهة، والصناعيين من جهة أخرى، تم تمكين المتكوّنين من فترة تربّص ميداني لمدّة ثلاثة أشهر وقد تُوّجت هذه التجربة بوُعود توظيف مؤكدة لعدد كبير من المشاركين الذين أبدوا كفاءة وجدية عالية أثناء التكوين.

وبهذه المناسبة قال السيّد Dieter Bräuer المسؤول عن مشروع FIESP II بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي:» يشرفنا أن نكون فاعلين في مثل هذه المشاريع التي ستساعد كل الأطراف المتداخلة في هذا المجال على التطور وكسب العديد من الخبرات الجديدة، إن مشروع FIESP II يمثل منصة فريدة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع،  ومن خلال الدورات التكوينية المكثفة التي يوفرها المشروع، يتم تمكين المشاركين، ومن بينهم الشباب الـ51 الذين تم انتقاؤهم بعناية، من اكتساب مهارات حديثة ومعرفة عملية تؤهلهم لمواجهة تحديات السوق المتجددة. « 

 وأضاف:» في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، نحن فخورون بأن نكون جزءً من هذه المبادرة التي لا تقتصر فائدتها على المشاركين فحسب، بل تساهم أيضًا في تطوير القطاع ككل وتعزيز القدرة التنافسية للمهنيين والمؤسسات المحلية، كما تساهم هذه المبادرات التكوينية أيضًا في تعزيز روح الابتكار والتفكير الاستراتيجي لدى المشاركين، مما يُمكّنُهم من تطبيق أفضل الممارسات والمعارف المكتسبة مباشرة في بيئتهم المهنية حيث يشجع المشروع على بناء شبكات مهنية متينة بين الخبراء والمؤسسات، ما يعزز التعاون المستدام وتبادل الخبرات على المدى الطويل، ويجعل من FIESP II نموذجًا يحتذى به في تطوير القدرات البشرية والمؤسساتيّة. « 

من جانبه أكد السيّد عمر شقشق رئيس الغرفة الوطنية لمصنعي البلاستيك وممثل الجامعة الوطنية للكيمياء على أهمية هذه المبادرة باعتبارها خطوة استراتيجية نحو تطوير رأس المال البشري في قطاع يُعدّ من أكثر القطاعات ديناميكية ونموًا في تونس قائلًا: » لقد ساهم هذا البرنامج بشكل ملموس في تقليص الفجوة بين منظومة التكوين الكلاسيكية واحتياجات المؤسسات الصناعية من خلال إعداد جيل جديد من الفنيين والتقنيين ذوي الكفاءة العالية القادرين على الاندماج السريع في سوق الشغل وأضاف أنّ هذه التجربة التي أثبتت نجاعتها في مرحلتها الأولى ستتواصل في دورات تكوينية جديدة خلال السنوات القادمة، وذلك في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز التشغيلية، ودعم التكوين التطبيقي، وتثمين الكفاءات الوطنية كما أشار إلى أنّ نجاح هذا التعاون بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص يُعدّ نموذجًا يحتذى به في قطاعات صناعيّة اخرى، مبيّناً أنه سيتم قريباً الشروع في العمل على قطاعي الطلاء والمطاط.. «

ويساهم مشروع FIESP II بشكل مباشر في تعزيز فرص العمل في السوق التونسية في ثلاثة قطاعات مهنية وهي النسيج، والبلاستيك، والفندقة، وذلك من خلال تدخلات تهدف إلى تحسين جودة التكوين المهني في هذه القطاعات، وبالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص.

ويمثل مشروع FIESP II نموذجًا فعّالًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تأهيل الكفاءات ودفع التشغيل في القطاعات الصناعية الواعدة، فبفضل التعاون بين وزارة التشغيل والتكوين المهني والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، يواصل المشروع اعتماد مقاربة مبتكرة تقوم على التكوين الموجّه نحو التشغيل الفوري، وتُعزّز هذه الاستراتيجية في تعزيز قدرات الشباب التونسيين وتمكينهم من الاندماج في سوق الشغل، بما يُساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتنشيطه.

 

التعليقات

علِّق