محلّلو الأحد الرياضي : هل جاؤوا لإنارة الرأي العام بمعارفهم أم للدفاع " الأعمى " عن فرقهم ؟

لا شك أن لكل بشر في هذه الدنيا الحق المطلق في الانتماء إلى أي فريق يريد وأن يدافع عنه بالطريقة التي يريد ( في إطار الضوابط المعروفة طبعا ) . لكن عندما يتعلّق الأمر بمرفق عمومي كالتلفزة الوطنية فإن الأمر يختلف تماما عن السائد والمألوف . وفي برنامج الأحد الرياضي يوجد كل من رضا الجدي وعبد الكريم النفطي والصادق قحبيش في خطّة محللين " قارين " . ومن الناحية المبدئية هم مطالبون بالتحاليل الموضوعية البعيدة عن أي انتماء وبالتعامل مع كافة الفرق التونسية على مسافة واحدة . إلا أن الحاصل يفيد العكس تماما وقد تجلّى بالخصوص في حصة أمس من هذا البرنامج . وقد لاح واضحا وجليّا أن رضا الجدي لم يستطع التخلّص من عواطفه نحو النجم الرياضي الساحلي وأن عبد الكريم النفطي لا يستطيع أيضا أن يتجاهل حبّه للنادي الصفاقسي فكانت النتيجة أن رأينا " شوطا ثالثا " من المباراة التي دارت في سوسة لكن في مقر التلفزة التونسية هذه المرّة . وبين الجدي والنفطي انتصب الصادق أكثر ميلا للنجم الساحلي من أي شيء آخر. ورأينا خلال الحصة التي من المفترض أنها موجهة إلى كافة التونسيين " محامين " يدافعون عن فرقهم ولم نر محللين يمكن أن يستفيد منهم المشاهدون .
ومثلما قلت في البداية لا يمكن لأي بشر أن ينكر على النفطي أو الجدي أو قحبيش حبّهم لفرقهم . لكن كان من المفروض عليهم أن يتركوا هذا الحبّ أمام الباب الخارجي لمبنى التلفزة التونسية لو أنهم أرادوا بالفعل أن يقيموا الدليل على أن ما يقومون به لا تشوبه شائبة ولا يمكن أن يلومهم عليه أحد .
أما والحكاية متواصلة من حلقة إلى حلقة فإن على المشرفين على الأحد الرياضي أحد أمرين : إما إلزام هؤلاء بالانضباط والتقيّد بالحياد والموضوعية في كافة " التحاليل " التي يقدّمونها وإما تغييرهم والبحث عن آخرين يستجيبون لهذا الشرط الأساسي لأن هؤلاء في النهاية ليسوا عباقرة زمانهم في التحاليل ولن يتوقف البرنامج نهائيا إذا ما غادروه .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق