إلى أي مصير بائس ستحمل " حرب الرؤساء " البلاد والعباد ونحن على أبواب الهاوية ؟

  إلى أي مصير بائس ستحمل " حرب الرؤساء " البلاد والعباد ونحن على أبواب الهاوية ؟

من خلال تصرّفات الرؤساء الثلاثة منذ " إعلان الحرب " بينهم تزداد وضعية البلاد تأزّما وحرجا يوما بعد يوم في غياب الوعي والشعور بالمسؤولية لدى الجميع حتى بدرجات متفاوتة. ومن خلال " إفطار الرئيس "   هذا المساء بوزارة الداخلية ( وقبله تناول المشيشي الإفطار مع إطارات أخرى من الداخلية ) يزداد الغموض والحيرة لدى المواطن فيسأل في لوعة : إلى أين يراد لنا أن نذهب بالتحديد  ومتى ينتهي هذا العبث؟.

البلاد  أصبحت تعيش حالة من الغموض والغليان ... وكأن الشعب لم تكفه الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة " كوفيد 19 " فيغرق في بحر من اليأس والقنوط وهو يتابع مسلسلا لا يكاد ينتهي تحت عنوان " حرب الرؤساء " التي يمكن أن تحمل البلاد " في قالب عناد " وعدم تقدير المسؤولية إلى العدم .

هذه الحرب وهذا  " السباق " المحموم نحو السلطة بدأت تلقي بظلالها على الشعب ... الشعب المحروم من ثرواته التي تنهب وتسرق كل يوم أكثر فأكثر... المحروم  من  أدنى أسباب العيش الكريم  ناهيك عن ملذاته الصغيرة التي أعطته بعض الرضا  وبعض الرفاهية  فلم يعد بإمكان الناس قضاء شهر رمضان كما  يتمنون أو كما يحلو لهم بل لنقل  إنه لم يعد له الحق في قضاء عيد يليق بهذا الاسم.

هذه الحرب بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب  وبينهما رئيس الحكومة قد تجرّ الشعب إلى ثورة حقيقية خاصة أن كافة " الآلام "  التي تعاني منها البلاد آتية من " جنون الحكم " بين ساكني قرطاج وباردو... والقصبة.

هذه الحرب جعلت كل شيء " جميلا " ومباحا من أجل أن تتواصل الحرب  و" العركة ". لا يهمّ أن نرمي الشعب  إلى التعاسة ... ولا يكفي هذا إذ هناك استثمار في هذه التعاسة حتى تتواصل العركة .

كل شيء بات مباحا بما في ذلك هذه الجائحة " الشيطانية " التي استخدمت في أعلى مستوى " لتصفية الحسابات " مع " الأعداء " . وبالفعل فإن الشعب التونسي هو الذي يدفع منذ أكثر من عام فاتورة الحرب بين الرؤساء ...  كل القرارات بما فيها الغبيّة الموغلة في الغباء وكذلك القرارات " القاتلة " اتخذت في إطار هذه الحرب فقط من أجل " تحقيق نقاط على حساب العدوّ " أو " تكسير كلمته ".

ومن هنا باتت لنا قناعة بأن القرارات الأخيرة المتعلّقة بالحجر الصحي الشامل تدخل أيضا في هذا الإطار. فكل المؤشرات تقول إن الموجة الثالثة من الوباء أصبحت من الماضي وبالتالي جدير بنا أن ننطلق في الحديث عن الموجة الرابعة . ومع ذلك فقد تم دفع رئيس الحكومة إلى اتخاذ تلك القرارات  من خلال الدعاية والخداع ... حملة ينظمها وزير الصحة وفريقه من "العلماء" الذين لا يخفى على أحد  أنهم  ملتزمون بقضية القصر.

ويبدو أن الأسوأ ما زال لم يبدأ بعد . وبالفعل فإن استراتيجية التقويض في هذه الحرب تتمثل في دفع الخصم إلى التحرك  وأخذ القرارات ثم مواجهته ومحاولة تأليب الناس عليه. وهذا حاصل ويلاحظه أبسط الناس خلال القرارات الأخيرة  (قبل رمضان )  عندما اضطرت الحكومة إلى التراجع عن " المؤاخذات " التي أعلنها قيس سعيد خلال  احتفالات  9 أفريل.

اليوم أصبحت " اللعبة " أكثر " خبثا " أو لنقل ذكاء... ندفع برئيس الحكومة من خلال حملة تقودها لجان علمية ووسائل إعلام لم تر شيئا إلى اتخاذ قرارات الحجر الشامل وهي قرارات تفرز على الفور الغضب لدى الجميع ... مباشرة إثر ذلك أي هذا المساء تحديدا يبيح  رئيس الجمهورية لنفسه أن يتناول الإطار بمقر وزارة الداخلية  مع الإطارات الذين يذكّرهم ( مرة أخرى ) بأنهم لا يخضعون إلا إلى سلطته وإشرافه ... وأكثر من هذا ورّبما أخطر إذ خرج الرئيس بعد ذلك في جولة في الشوارع والأنهج " التجارية " في العاصمة للتعبير عن " تضامنه " مع التجار والمواطنين في ظل تلك القرارات " التي ستحرمهم من عيدهم ".

وهنا يطرح السؤال : ألا يدرك قيس سعيّد أن عيون العالم كلّه " مرشوقة " على بلادنا تونس ؟. ألا يدرك أنه بهذه الحرب التي لا تنتهي يعطي انطباعا سيّئا لصندوق النقد الدولي الذي ما زال متردّدا في دعمه لهذه البلاد " التي لا يعرف من يحكمها " مثلما يقول عنّا البعض؟.

إن رئيس الجمهورية يشنّ حربا بهدف التفرّد بالحكم . لكن من سيحكم وفيم سيتحكّم ؟. ماذا بقي من هذه البلاد التي يريد أن يحكمها؟.

هذا رأي مواطن " مقهور " لا يملك أكثر من هذه الكلمات ليعبّر عمّا بداخله من " نيران " وبراكين قد تنفجر... مثله مثل ملايين من أفراد هذا الشعب الذي اختلطت عليه السبل وبات مهددا حتى في خبزه اليومي وقوت أبنائه أجمعين...

 

التعليقات

علِّق