مثقفون مدافعون عن حقوق الحيوان .. ومبررون للمجازر ضد الإخوان

مثقفون مدافعون عن حقوق الحيوان .. ومبررون للمجازر ضد الإخوان

بقلم : الناصر الرقيق

عديدة هي الأصوات التي طالما إرتفعت بسبب أو بدونه منادية بضرورة إحترام حقوق الإنسان بل و تعدتها إلى المناداة بحقوق الحيوان و لما لا الشجر مثلما حدث في تركيا حين حاولت الحكومة قطع بعض الأشجار التي قيل أنها تاريخية من ميدان تقسيم لتقيم مركّبا تجاريا إلا أن جماعة حقوق الشجر و الحجر رفضوا ذلك و تظاهروا ضد القرار و تجاهروا بما أرادوا ممّا جعل ربائبهم في تونس و مصر يتنادوا فرادى و جماعات ينددون بقمع السلطات التركية للمحتجين و أنه من غير المعقول رشّهم بالماء البارد فقد كان أربى بالحكومة التركية أن تقوم بتدفئة الماء و لو قليلا حتى لا يصاب المتظاهرون برعشة في أبدانهم قد تؤثر في أعصابهم و ملكات التفكير عندهم و للذين نسوا أذكّرهم ببيانات حزب العمّال الشيوعي التونسي المساندة لجماعة تقسيم و كذلك المنابر التي أقامها معزّ بن غربية و التي إستدعى لها كلّ رافض أو حتى مندد بما فعلته الحكومة التركية إلى درجة أنه أرسل مراسلا خاصا لتركيا لكن من سوء حظّه أنه لمّا وصل وجد كلّ شيء إنتهى و مع ذلك كان البث مباشرا لميدان تقسيم الذي خلا إلا من بعض الشواذ الذين يبيحون كلّ شيء و لا يستحيون من شيء.
كما شاهدنا أصواتا أخرى ممن تعتبر نفسها نخبة البلاد تنتصر لكلّ ما شذّ عن الدين و العادات و التقاليد و نواميس المجتمع فالبداية كانت بفيلم نادية الفاني صديقة الكيان الصهيوني " لا ربّي لا سيّدي " حيث وجدت هذه النكرة مساندة مطلقة من عديد الأصوات التي أصرّت أن ما أنتجته الفاني إبداع لا يجوز كبته ثمّ شاهدنا نفس هذه الأصوات دافعت بكلّ بسالة عن اللوحات التي عرضت في العبدلية و أقامت الدنيا و لم تقعدها منددة بتلك التحركات التي قام بها الشباب رفضا لما تمّ عرضه نتيجة إساءته للمقدّسات الإسلامية أما آخر ما صدر عن هذه الأصوات من مساندة فقد حظيت به أمينة السبوعي التي قامت و بدون سابق إنذار بالتعرّي متخذّة من هذا الفعل المشين و المسيء لها و لعائلتها شكلا نضاليا و طبعا فقد وجدت هذه الفتاة كل التشجيع من هؤلاء الشواذ رغم رفض عائلتها لما فعلت و لا أدري أما كان أجدر بهم أن يحترموا عائلتها المسكينة على الأقلّ و إلا يفعلوا مثلما ما فعلت إن كانوا مؤمنين حقّا بما قامت به حتى نتأكّد من صدقهم فمثلا لماذا لا تتعرّى رجاء بن سلامة أو سلمى بكار أو سناء بن عاشور أو سعيدة قرّاش أو بشرى بالحاج حميدة أو غيرهنّ حتى يثبتن لنا أنّهن فعلا مناضلات بصدور عارية و لا يرين مانعا من ذلك فهو الشكل الأرقى للنضال عند المرأة كما صرحن بذلك ( ملاحظة : أعتذر من نساء بلادي على إستعمالي لنون النسوة خلال حديثي عن تلك المناضلات اللاتي لا يشقّ لهنّ جيب ).
أمّا آخر هذه الأصوات المرتفعة هاته الأيّام فهي أصوات بعض الصحفيين و سآخذ مثالا واحدا من هؤلاء و هو الصحفي الجهبذ صاحب الصولات و الجولات في مقارعة الديكتاتورية الصحفجي الذي كتب شامتا و مرحّبا بقتل المتظاهرين في مصر و داعيا في نفس الوقت لسيناريو مشابه في تونس و حقيقة لم أجد ما أردّ به على هذا العفن و الحقد الذي جادت به قريحته  صاحب الارساليات و سأذكّره فقط بالشهادة التاريخية التي قالها سليم بوخذير في حقّه و أمام ناظريه في برنامج القهوة على شبكة تونس الإخبارية حين ذكّره بماضيه النتن مع الديكتاتورية لذلك فلا غرابة أن يصدر هذا الكلام من شخص طالما كان لاعقا لأحذية بن علي و زبانيته فمن رضع كأس الذلّ يوما تلذذ بطعمه طول حياته.  
طبعا هذا ملخّص فقط لبعض الأحداث و المواقف التي بقيت عالقة في ذهني و التي تبرز بشكل واضح النفاق الإيديولوجي لهؤلاء في التعامل مع الأحداث و لو بحثت أكثر لأحتجت لكتابة مجلّد بأكمله يظهر كذبهم و إهتراء حججهم و إنقلابهم على مبادئهم التي طالما صمّوا بها آذاننا إذ أنه رغم تحرّكم في كثير من الأحيان بسبب أو بدونه و مناصرتهم لقضايا تافهة إلا أنهم رحبوا بالقتل و الإجرام الحاصل في مصر و في أفضل الأحوال خيّروا الصمت و إلى حدّ الآن لم أعرف لماذا هم هكذا؟ لماذا لا ينظروا إلى مواقف اليسار في العالم؟ لماذا لا يتعلموا من مواقف فينيزويلا و كوبا قلعتي اليسار حيث سحبتا سفيريهما من مصر إحتجاجا على القتل؟ هل هؤلاء يسار آخر غير الذي عندنا؟ لا أظن ذلك لأنّ هؤلاء الذين في بلدنا لا يسار و لا هم يحزنون بل هم لا شيء.
 

التعليقات

علِّق