متى تكفّ قناة فرنسا 24 عن التزييف مع سبق الإصرار والترصد ؟

متى تكفّ قناة فرنسا 24 عن التزييف مع سبق الإصرار والترصد ؟

 

بقلم : الناصر الرقيق
مرّة أخرى تعود قناة فرنسا 24 للكذب و التزوير فيما يخصّ الأوضاع في تونس و أخر هذه الإفترءات تعمّد مراسلها في تونس تحريف كلام وزير الداخلية علي العريض خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم الثلاثاء فيما يخصّ اخر التطوّرات في قضية إغتيال شكري بلعيد حيث تعمّد مراسل القناة المذكورة القول بأن وزير الداخلية التونسي وجّه إتهاما واضحا لأبو عيّاض زعيم أنصار الشريعة بالوقوف و راء إغتيال بلعيد و هذا الكلام طبعا مجانب الحقيقة التي تريدها القناة الفرنسية ملاءمة لهواها و هوى لوبيات الشرّ التي تكيد للثورة التونسية و تعمل على إفشالها بكلّ الطرق مهما كانت قذارتها و كلّ ما تقوم به هذه القناة يندرج في نفس هذا الإطار.
لكن يبدو أن قناة فرنسا 24 تقوم بما تقوم به متعمّدة و ذلك نظرا لتكرر كذبها عن تونس لكن قد يستغرب البعض الحملة الممنهجة التي تقوم بها هذه القناة لمغالطة الرأي العام الفرنسي فيما يخصّ حقيقة ما يحصل في تونس غير أن العارفين بخبايا السياسة الفرنسية المعتمدة تجاه تونس يدركون جيّدا أن فرنسا التي كانت من أوثق الحلفاء للمخلوع و التي عارضت الثورة التونسية تحاول سرّا إجهاض المسار الإنتقالي و دعم قوى سياسية معيّنة تضمن لها تواصل نفوذها في تونس الذي بدأت تفقده مع وصول الإسلاميين للسلطة و ما تقوم به قناة فرنسا 24 ليس إلا حلقة من حلقات هذا التأمر على تونس حيث أنها تمثل الوجه العلني لمعاداة الثورة و رأس الحربة الموجّه لطعنها.
كما أن فهم الدور القذر الذي تلعبه قناة فرنسا 24 في تشويه الوضع في تونس بقلبها للحقائق و بثّها لأخبار مغلوطة من شأنها التأثير سلبا على الوضع الأمني و الإقتصادي يقتضي منّا العودة قليلا إلى الوراء أي إلى ما قبل الثورة حين لجأ العديد من المعارضين و خاصة الإسلاميين منهم إلى فرنسا غير أن هؤلاء على عكس جميع البلدان الأروبية التي لجؤوا إليها فإن الذين إختاروا فرنسا للجوء عاشوا الكثير من التضييقات و القيود التي فرضتها عليهم السلطات بل منهم من ظلّ في الإقامة الجبرية طيلة فترة إقامته بفرنسا كما أن السلطات الفرنسية كانت على إستعداد لتسليم البعض منهم لنظام المخلوع لو لا تدخّل القضاء الفرنسي و ضغط الجمعيات الحقوقية.
و من هذا المنطلق نفهم العداء الذي تكنه السلطات و بعض النخب الفرنسية للساسة التونسيين الذين يؤكدون على الهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي و الذين ينادون بضرورة أن تتوجه تونس شرقا بعد أن حاولا كلّ من بورقيبة و المخلوع تغريبها قسرا وقد تجلّى هذا خاصّة في التصريحات العنصرية لوزير الداخلية الفرنسي كما لم يعد خافيا الصراع الفرنسي الأمريكي في محوره التونسي بإعتبار أن الساسة الأمريكان يريدون مزيدا من النفوذ في الشمال الإفريقي من خلال دعم التجارب الديمقراطية و الظهور بمظهر الصديق الفعلي و محاولة ترويض الحركات الإسلامية التي وصلت للسلطة و جعلها جزءا من السياسة العالمية بشكل يتلائم مع مصالح الولايات المتحدّة في المقابل فإن الفرنسيين فقدوا و لازالوا يفقدون نفوذهم في هذه المناطق نتيجة مراهنتهم على أطراف خاسرة من جهة و من جهة اخرى سوء تقديرهم للوضع الداخلي التونسي و إعتمادهم على التنظير عكس الأمريكيين الذين يعتمدون على الفعل و الحركة أكثر من أي شيء أخر.
 

التعليقات

علِّق