ما بين زمنين : نحن و الحمير

الحصري - مقال رأي
بقلم : الناصر الرقيق
فجأة و دون مقدّمات و لا مقبّلات إنتهت كلّ أزمات البلاد...و لم يعد للنخبة ما يعنيها سوى مذاق لحم الحمير...فما بين ‘‘ حلو موش خايب ‘‘ و ‘‘ بنين برشة ‘‘ تراوحت أراء عدد من نجوم الفكر الحميري في تونس...كلّهم أكلوا لحمه و لم يذمّه أحد منهم...بل هناك من دعا لفتح محلات خاصة لترويج لحم الحمير.
الحمار و لحمه لم يكن ليحلو لهؤلاء لو لم يكن المشهد السياسي قد تغيّر ....فأيّام الترويكا قامت الحكومة بإستيراد كميات من الخرفان الإسبانية لسدّ النقص الحاصل في السوق غير أنّ البعض من هذه النخبة المستحمرة هاجت و ماجت و نعت بكلّ عبارات الأسى و الألم ‘‘ العلّوش التونسي ‘‘ الذي غاب عن الأسواق أو عزّ ثمنه إن وجد...و قد رأينا برامج و تحاليل و محليلين لما أقدمت عليه الترويكا من عمل شنيع...لماذا نستورد الخرفان؟؟؟...سؤال نطقت به تقريبا كلّ حناجر المفكرين المتهافتين اليوم على أكل لحم الحمير رغم أن التونسي ‘‘ المخماخ و الشخناق ‘‘ لا يحلو له إلا لحم الخروف لذلك قد تراه ينتظر سنة كاملة دون يأس حتى قدوم عيد الإضحى ليستمتع بلحم خروف لم يطب مذاقه للنخبة الحمراء في زمن قريب.
لم يخطر ببالي في يوم ما... و أنا قرأ لبعض تلك النخبة تكتب عن قيام القاعدة بقنص شهداء الثورة أو حفر حماس لأنفاق بجبل الشعانبي لإستهداف الجيش التونسي أو إنتماء مساعد قائد الطائرة الألمانية التي أسقطها عمدا بأنه ينتمي للإخوان المسلمين...أن أسأل نفسي..ماذا كان يأكل هؤلاء؟؟؟
التعليقات
علِّق