ما بقي في البال من نهائي البطولة العربية : درس النجم " للأغنياء " ودموع زبير بيّة

ما  بقي في البال من نهائي البطولة العربية : درس النجم " للأغنياء " ودموع زبير بيّة


تابعت كأغلب التونسيين لقاء الدور النهائي للبطولة العربية بين النجم الرياضي الساحلي  والهلال السعودي لكن على قناة " السعودية الرياضية " لأسباب " فنيّة " تتعلق بالحساسية المفرطة للتعليقات المعلّقين التونسيين وكذلك لأعرف كيف يعلّق السعوديون على لقاء لهم فيه " زعيم " في اللعبة مثلما يطلقون عليه عندهم .
وبقطع النظر عن الانحياز الواضح الذي أبداه المعلّق السعودي ( وهذا من حقّه ولو كنت مكانه لفعلت أكثر منه ) فإن هذه المواجهة أعطتنا الكثير من الملاحظات والدروس التي يجب أن نستخلصها في النهاية . فبعملية مقارنة بسيطة بين الأهلي والنجم من حيث الميزانية والإمكانات المادية الضخمة للفريق السعودي ومن حيث أنه يضمّ في صفوفه 7 لاعبين أجانب من جنسيات مختلفة ( البرازيل وفرنسا وغيرهما ) فإن النجم يعتبر فريقا ّ هاويا " أمام ما هو متاح للفريق  السعودي . وهذا ما يجرّنا إلى تكسير " القاعدة " التي تقول إن الفرق الأغنى والأكثر تجهيزات ولاعبين وما إلى ذلك هي التي تنتصر في النهاية . وهذا يجرّنا أيضا إلى الإقرار بأن العزيمة وحبّ الإنتصار لا يمكن أن يؤدّيا إلا إلى الإنتصار وهذا ما حدث في النهائي حيث لم تشفع مليارات الفريق السعودي الطائلة ولا أجانبه ولا أي شيء أمام عزم وإصرار لاعبي النجم على الفوز وإعلاء الراية في سماء العين الإماراتية .
الدرس الثاني من هذا النهائي لا شك أنه دهاء " العجوز " الفرنسي " روجي لومار "  الذي لا شكّ أنه كان يعرف كل شيء عن منافسه فرسم خطّة لعب تتماشى مع لاعبي النجم دون  إفراط في المجازفة أو إفراط في الحذر وقد نجح " لومار " في خطّته ولولا بعض الخوف من المجازفة لتوصّل النجم إلى  حسم الأمور منذ الشوط الأول ولما وصلنا إلى تلك النهاية التي كانت خلالها أيادي الرياضيين التونسيين جميعا على قلوبهم خوفا من " غدرة " في وقت قاتل  تقتل الأحلام وتعصف بها عصفا . ونحمد الله على أن تلك " الغدرة " جاءت من قبل اللاعب " المثناني " الذي دفع به " لومار " مكان بن عمر في اللحظات الأخيرة من اللقاء .
الدرس الثالث كان ذلك التآزر الواضح بين كافة التونسيين الذين حضروا اللقاء مهما كانت انتماءاتهم الرياضية إذ كان واضحا أنهم شجّعوا النجم بكل قوة وتمنّوا له الفوز وفرحوا لفوزه من كل قلوبهم . وفي نفس الإطار أظهرت القنوات التلفزية التي نقلت ما قبل اللقاء وما بعده الكثير من الصور التي جمعت أحباء النجم وأحباء الهلال جنبا إلى جنب دون أي تعصّب ودون أي مشاكل تذكر. وهذا هو في الحقيقة جوهر الرياضة : النتائج حتما إلى زوال أما العلاقات الطبية فتبقى أبد الدهر.
أما الدرس الرابع الذي رأيناه في هذا النهائي فهو دموع  زبير بيّة نجم النجم سابقا ونجم المنتخب والمحلل الفنيّ لقناة " أبو ظبي " الرياضية . فبمجرّد أن " عادوا " إلى الأستوديو " لمواصلة التحاليل لم يتمالك  زبير بيّة نفسه فسالت دموعه فرحا بتتويج النجم الذي أكد مرّة أخرى أنه " أمّه " وعائلته التي تربي فيها ولا يمكن أن ينسى أفضالها عليه . ولعلّ أجمل ما جاء في كلام زبير بيّة أنه لم يقتصر في جعل الانتصار خاصا بالنجم الساحلي بل جعل منه انتصارا لكافة الفرق التونسية ولكافة التونسيين .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق