ما اغنانا عن هاته المعارك...

ما اغنانا عن هاته المعارك...

لاشك أن تونس تعيش منذ 25جويلية من العام الماضي على صفيح ساخن دفعت له عشر سنوات عجاف دمرت الاقتصاد و صحرت الحياة السياسية وجوعت المواطنين فضلا عن التطبيع الشعبي والمؤسساتي مع الفساد والرشوة الذي انتج مجتمعا فاسدا على كل المستويات ما جعل الثورة على هذه الاوضاع أكثر من ضرورة ملحة قبل وقوع المحظور وهو الاقتتال من أجل اللقمة.

العشرية العجفاء انهاها الشعب بالثورة على النهضة ومشتقاتها وهي كانت هبة شعبية لا سياسوية هدفها اقتصادي اجتماعي بالأساس لأن التونسيين فقدوا الامل في السياسيين وفي المؤسسات التي افسدها السياسيون اذ اصبحت تشتغل بالوكالة لفئة صغيرة نكلت المواطنين ورجال الأعمال.

والمحصلة ان التفاعل الشعبي وحتى السياسي والمؤسساتي مع جزء كبير من الإجراءات الرئاسية كان بدافع تغيير حياة الناس في معيشتهم اليومية و في اخلقة المجتمع. اما الدوافع السياسية فلم تكن تعني سوى المتصارعين على السلطة.

لكن المرسومين الرئاسيين 117 و122 جاءا متماهيين لحد كبير مع هذا الصراع السياسي بدأ بتجميد البرلمان واقالة الحكومة مرورا بتعليق جزء هام من الدستور وصولا لحل المجلس الاعلى للقضاء.

وهي خطوات وان يرى الكثيرون انها ضرورية الا ان الكثيرين يعتبرونها معارك ليس في صلب حرب التونسيين مع الفقر وغلاء الأسعار والاحتكار و تحقيق الامن في الشارع وفي المؤسسات التعليمية.

ان المعارك التي يخوضها الرئيس سعيد انما يخوضها بدافع الإصلاح انطلاقا من حسن النية المعقود عن شخصه والذي يقر به حتى خصومه لكن هذه الحروب لا تخاض دون عتاد ولا تخاض بشعب كل همه اليوم توفير اللقمة والامن الغذائي الذي اصبح مهددا.

هي خطوات ضرورية للاصلاح ولا يمكن تحويلها الى حروب نحن في غنى عنها.

تونس قابلة للاصلاح لكن بعيدا عن التشنج والتخوين و التجييش.

بقلم : ريم بالخذيري

التعليقات

علِّق