ماجول :شهادة الاعتماد ليست مجرد شهادة تقنية بل هي اعتراف بالجدارة العلمية الوطنية

رئيس الاتحاد يشارك في موكب تسليم شهادة الاعتماد لمركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية حول تحليل زيت الزيتون
شارك سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، اليوم الأربعاء 2 جويلية 2025، بمقر المنظمة بالعاصمة في موكب تسليم شهادة اعتماد وحدة مساندة البحث ونقل التكنولوجيا بمركز البيوتكنولوجيا بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية، وفق المعيار الدولي ISO/IEC 17025 (2017) حول تحليل زيت الزيتون، والذي أشرف على افتتاحه كل من منذر بلعيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي و سمير عبيد وزير التجارة وتنمية الصادرات و شكري مسعود المدير العام لمركز البيوتكنولوجيا بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية.
كما حضر هذه المناسبة عدد من الأساتذة والباحثين وإطارات وطلبة مركز البيوتكنولوجيا، إلى جانب ممثلين عن وزارات وهيئات وطنية، ومسؤولين من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وممثلي مؤسسات شريكة وطنية ودولية، وخبراء من القطاعين العام والخاص وفاعلين اقتصاديين في مجال زيت الزيتون.
وأكد ماجول في كلمته أن احتضان مقر الاتحاد لهذا الحدث يمثل دليلا على تفتح المؤسسة الاقتصادية على الوسط الجامعي وعن إيمان الفاعلين الاقتصاديين بأهمية البحث العلمي وبتطبيقاته في المجال الاقتصادي والتنموي، مضيفا أن هذا الاعتماد يمثل تتويجا مستحقا لجهود هذه الوحدة الرائدة التي تلعب دورا محوريًا في دعم جودة البحث العلمي وتثمين نتائجه لا سيما في مجال تحاليل زيت الزيتون هذا المنتوج الذي يُعد من أعمدة الفلاحة التونسية وصادراتها الإستراتيجية.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن هذه الوحدة ساهمت بفضل كفاءاتها وتجهيزاتها المتطورة في تعزيز مصداقية التحاليل المخبرية الخاصة بزيت الزيتون، بما يرفع من القدرة التنافسية للمنتج التونسي في الأسواق الدولية، ويدعم موقعه كزيت ذي جودة عالية وقيمة مضافة، كما أن هذا الإنجاز يعدّ دليلًا على قدرة المؤسسات الوطنية على مواكبة المعايير العالمية في الجودة والابتكار، وعلى أهمية الربط بين البحث العلمي والواقع الاقتصادي من أجل تنمية مستدامة وشاملة.
كما أوضح ماجول إلى أن هذا الاعتماد ليس مجرد شهادة تقنية بل هو اعتراف رسمي بالكفاءة والدقة والجدارة العلمية الوطنية، وهو ثمرة سنوات من العمل والمثابرة من قبل فرق بحث وهياكل عمومية آمنت بأهمية الجودة كمدخل أساسي للتميز والسيادة.
وتزداد أهميته باعتبار أنه يتصل بواحد من أهم قطاعات البلاد الاقتصادية وهو زيت الزيتون الذي عرفت به تونس على مر العصور ولا تزال كرافد حيوي في منظومتها الاقتصادية والتصديرية.
مشيرا إلى أن أهمية هذا الاعتماد يتعلق بما يمثله بالنسبة لقطاع استراتيجي كزيت الزيتون، حيث تغطي غراسات الزيتون في تونس ثلث الأراضي الصالحة للزراعة أي حوالي اثنين مليون هكتار، كما بلغ عدد أشجار الزيتون سنة 2024 أكثر من 110 مليون شجرة، ويتعاطى هذا النشاط أكثر من 300 ألف فلاح أي حوالي 60% من المنتجين في القطاع الفلاحي، ويوفر من 40 إلى 50 مليون يوم عمل في السنة ما يعادل نسبة 20% من أيام العمل في القطاع الفلاحي الوطني، كما تقوم أكثر من 1700 معصرة بتحويل الزيتون ويصدر إلى أكثر من 54 دولة في العالم، ويساهم تصدير زيت الزيتون في توفير موارد هامة من العملة الصعبة وفي تعديل ميزان الدفوعات وفي قدرة الدولة على الإيفاء بالتزاماتها الخارجية وتمويل وارداتنا للمواد الاستراتيجية على غرار الحبوب والمواد العلفية.
وشدد رئيس منظمة الأعراف على أنه إضافة لهذه الأهمية الاقتصادية والاجتماعية فإن لزراعة الزيتون أهمية بيئية حيث تمكن هذه الزراعة من الحفاظ على التوازن البيئي ودعم النظم الإيكولوجية الصحية، مما يجعل أشجار الزيتون مهمة لا في الزراعة وحدها، بل كجزء من استراتيجيات مكافحة تغير المناخ، فضلا على قدرتها على تحمّل الجفاف وتتطلب كميات أقل من المياه للري مقارنة بالأشجار الأخرى وهذه الخاصية تجعلها مثالية للزراعة في مناطق تعاني من ندرة المياه مما يساعد في الحفاظ على الموارد المائية الثمينة وتعزيز الزراعة المستدامة في وجه التحديات المناخية المتغيرة.
ودعا ماجول إلى المحافظة على مكانة هذا المنتوج وتعزيزه وأن تكون الجودة والامتثال للمعايير الدولية جزءً لا يتجزأ من منظومة بلادنا الإنتاجية والتسويقية.
مبينا أن اعتماد هذا المخبر الوطني في مجال تحاليل زيت الزيتون يوفر سندًا تقنيا وعلميا حاسمًا للمنتجين والمصدرين التونسيين ويمكنهم من اقتحام الأسواق الدولية بثقة واستقلالية.
كما أن هذا الإنجاز العلمي والتقني يترجم ما يمكن أن ننجزه حين يلتقي القطاع العمومي بالقطاع الخاص في رؤية وطنية موحدة وتجسيد حقيقة تفتح الجامعة على محيطها الاقتصادي.
وجدد ماجول التزام الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بدعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز منظومات الجودة وتثمين البحث العلمي وتحسين تنافسية المؤسسات، واستعداد الاتحاد التام للعمل مع كل الشركاء من أجل تعزيز الجودة ودعم التصدير وإعلاء مكانة "صنع في تونس" في الأسواق العالمية.
وتضمّن برنامج اليوم الاحتفالي جلسات متنوعة تمحورت حول الرهانات الاستراتيجية لقطاع زيت الزيتون في تونس، ودور الأطر المؤسساتية والاقتصادية في تعزيز الجودة والابتكار، إلى جانب عرض تجربة وحدة مساندة البحث ونقل التكنولوجيا بمركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية في مسار الحصول على الاعتماد، ونقاشات مع فاعلين اقتصاديين حول تحديات التصدير وأهمية شهادات الجودة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات شراكة، مع التركيز على تعزيز الحضور الدولي للمنتوج التونسي عبر تنسيق الجهود بين البحث العلمي، والقطاعين العام والخاص، والشركاء الدوليين.
التعليقات
علِّق