ليست قارورة حليب " مغشوش " بل هي قارورة ماء " الصوناد " هذا اليوم
منذ أن قررت " الصوناد " قطع الماء على الشعب التونسي كل ليلة بداية من الساعة العاشرة ليلا بتنا نرى عجائب وغرائب لا أعتقد أن شركتنا الموقّرة تجهل أنها ستحدث بسبب سياسة " سكّر - حلّ " ..." سكّر - حلّ ". فتارة ينزل الماء أصفر اللون يميل إلى لون القهوة بالحليب ... وتارة تصدر الحنفية صوتا لا يختلف كثيرا عن صوت المدفع ... وتارة أخرى لا تجد الماء أصلا إلا بعد حوالي ربع ساعة خاصة إذا كنت تقطن في طابق عال من إحدى العمارات.
كلّ هذا يحدث بعلم " الصوناد " التي لا أظنّها تجهل كذلك أن تكرر هذه العمليات من شأنه أن يلحق الأضرار الجسيمة بتجهيزاتها ( المتآكلة بطلعها ) حسب ما أكّده لنا خبراء في الميدان.
ولئن تعوّدنا بلون التراب ( أو بالأحرى الطبعة ) في ماء الصوناد فإن ما لا نفهمه هو هذا اللون الأبيض الذي لاحظه اليوم كثير من الموطنين ممّن فتحوا حنفياتهم بعد الظهر لقضاء شأن ما. وقد أكّد الكثير منهم أيضا أن المسألة ليست ظرفية بل دامت وقتا طويلا ... وقد فتحوا حنفياتهم وأغلقوها ثم فتحوها مرارا عديدة ومع ذلك لم يتغيّر لون الماء الذي قال بعضهم إنه يشبه " الحليب المغشوش " الذي يقبل عليه المواطنون بشراهة غريبة في رمضان رغم أنهم يعرفون أنه مغشوش.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق