لماذا لا يحلو للبعض " هتك عرض تونس " إلا في وسائل إعلام أجنبيّة ؟؟؟

لماذا لا يحلو للبعض " هتك عرض تونس " إلا في وسائل إعلام أجنبيّة ؟؟؟

* " المعارض التونسي لطفي غرس يصل إلى المغرب ويقصف الدكتاتور سعيد قيس " ...

* عاجل..صفعة قوية للديكتاتور قيس..المعارض التونسي " لطفي غرس "  يصل إلى المغرب و يطلب الجنسية المغربية"...

* المعارض التونسي لطفي غرس يكشف معلومة غاية فالاهمية ...".

هذه نماذج  ثلاثة لما راج هذا الأسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة " فايسبوك " و " يوتيوب ". وأصل الحكاية أن أغلبية التونسيين لم يكونوا يعرفون هذا " المعارض الشهير " إلا عندما أراد البعض أن ينفخ في صورته ليقدّموه للناس على أنه شديد التأثير ولا يشقّ له غبار وأن لجوءه إلى المغرب ( إن صحّ الخبر طبعا ) سيكون له تداعيات كبيرة على العلاقات بين البلدين وعلى مصير الرئيس التونسي قيس سعيّد.

وبقطع النظر عمّن يكون هذا الشخص وعن حقّه المطلق في أن يكون معارضا لقيس سعيّد أو غيره فإن ما لا أفهمه ( وأكيد لا يفهمه تونسيون كثيرون ) هو لماذا لا يحلو للبعض أن " يشتم " بلاده إلا خارج البلاد ؟. وبمعنى آخر لماذا ينشر بعضهم غسيل بلاده ( إن وجد الغسيل طبعا ) في وسائل إعلام أجنبية  والحال أن كافة السبل متاحة أمامهم للتحدّث والنقد وتقديم البدائل بكل ديمقراطية وبكل حريّة ؟.

وعلى سبيل المثال فإن عبير موسي لا تكاد تسكت لحظة إلى درجة أنها امتهنت نقد الرئيس قيس سعيد مستعملة في كثير من الأحيان كلمات وتعبيرات جارحة أو لا علاقة لها بالنقد أصلا. ومع ذلك هل تعرّضت يوما إلى " السجن " بسبب معارضتها للرئيس أو لحومته أو لوزرائه؟.

ولا شكّ أن الكثير منكم تابعوا يوم أمس على قناة التاسعة ما قاله حمة الهمامي في نقد قيس سعيّد و " سلخه " دون أن  تقوم الدنيا أو تقعد مثلما يروّج البعض لذلك بالقول إن حريّة التعبير مفقودة وإن حريّة الإعلام أيضا مفقودة .فإذا كانت حرية التعبير وحرية الإعلام مفقودتين فماذا نسمّي التصريحات النارية التي تصدر يوميّا وفي كل ساعة وفي أغلب وسائل الإعلام عن معارضي قيس سعيّد وحكومته؟؟؟.

وعندما أتحدّث عن هذا " المعارض ّ الذي لا يكاد يعرفه أحد فإن الأمر ينسحب على كل شخص تونسي يدلي بتصريحات سلبية تمسّ من سمعة بلاده لوسائل إعلام أجنبية وقد رأينا ذلك في أكثر من مرّة من قبل وجوه كثيرة معروفة ومنها بالخصوص راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ومحمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية سابقا ... وغيرها بالطبع كثير.

إن الاختلاف في الرأي أمر عادي ومطلوب وهو دليل  على أننا لسنا " دجاج ماكينة " نفكّر ونتصرّف وننفعل ونقوم بكل شيء بنفس الطريقة . وأن يختلف أي منّا مع قيس سعيّد أو مع الحكومة وخياراتها فهذا أيضا أمر عادي جدا . لكن أن نمسّ من سمعة بلادنا في وسائل إعلام أجنبيّة فهذا أمر مرفوض طولا وعرضا . وليت هؤلاء يدركون أن بناء البلاد وخدمة مصلحة العباد لا يكونان بالتغريد خارج السرب وإنما بالنقد هنا وتبيان المساوئ هنا ... وتعرية السلبيات هنا طالما أنه لا شيء يمنع من الإصداع بالحقيقة وأنت في بلادك التي مهما " جارت " عليك  تبقى في النهاية بلادك ...

جمال المالكي

التعليقات

علِّق