لماذا أصبحت تونس أقل تنافسية كوجهة سياحية ؟

في الوقت الذي خفّضت جل الوجهات السياحية المنافسة لتونس على غرار مصر وإسبانيا واليونان وتركيا أسعارها بشكل كبير خلال موسم الذروة (خاصة بسبب تراجع الطلب من العائلات الأوروبية)، إرتفعت أسعار العروض السياحية نحو بلادنا بشكل جنوني (رحلة جوية + فندق)، يجعل للأسف، بلادنا خارج القدرة على المنافسة مع هذه الوجهات. ولابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن أسعار النزل في تونس ،ورغم إرتفاعها بالنسبة للسوق المحلية ، فهي ما تزال تنافسية جدا بالنسبة للأسواق الأروبية و لوكالات الأسفار هذه البلدان.
أسعار خيالية للرحلات الجوية والبحرية نحو تونس في موسم الصيف وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أسعار ونوعية الرحلات الجوية والبحرية نحو تونس أصبحت تمثل عائقا كبيرا أمام السياحة وأمام عودة مواطنين في الخارج .
فهي ما انفكت تشهد ارتفاعًا جنونيًا. فمعدل سعر الرحلة الجوية إلى تونس إنطلاقا من جل المدن الأوربية في موسم الذروة يتراوح بين 650 و 800 يورو .ومعدل سعر الرحلات إلى جربة من المدن الأوروبية يتراوح بين 450 و500 يورو .اما معدل سعر الرحلة في الباخرة نحو تونس او جرجيس انطلاقا من مرسيليا او جنوة فهو يناهز 400 يورو للراكب . ولا شك ان السياحة التونسية تتضرر من هذه الأسعار المشطة التي لا يستفيد منها سوى شركات الطيران وشركات الملاحة البحرية -وغالبًا ما تكون أجنبية – والتي تستغل الطلب القوي جدا في فترة الصيف مقابل العرض المحدود، فترفع في الأسعار مع تردي دائم للخدمات.
وكنتيجة لكل ذالك فإن تونس ما انفكت تفقد جاذبيتها لدى منظمي الرحلات السياحية والمسافرين الأفراد القادمين من أوروبا…وكذالك لدى مواطنين بالخارج الذين اصبح يخير قضاء عطلته في إسبانيا او إيطاليا أو تركيا بأقل تكلفة من تونس. وعليه فاءن التحرّك أصبح ضروريًا لتحسين القدرة التنافسية للوجهة التونسية من خلال تحسين خدمات الطيران والمطارات. كما يجب الإسراع بزيادة عدد الرحلات الجوية على الخطوط ذات الطلب المرتفع، من أجل خفض الأسعار تلقائيا.بالإضافة إلى التسريع في اعتماد نظام السماء المفتوحة وإطلاق برنامج إصلاح الخطوط التونسية والخطوط الداخلية وفتح الباب أمام المستثمرين الخواص لإنشاء شركات طيران داخلية.
ايناس
التعليقات
علِّق