لماذا أشعلت بية الزردي النار في صفوف خرّيجي معهد الصحافة وكيف اعتذرت لتبرز أنها " أكبر " منهم ؟

لماذا أشعلت بية الزردي  النار في صفوف  خرّيجي معهد الصحافة وكيف اعتذرت لتبرز أنها " أكبر " منهم ؟

أثارت بيّة الزردي ( كعادتها عندما تريد أن تخلق مشكلة من لا شيء ) يوم أمس موجة من الاستياء الكبير لدى فئات واسعة من المجتمع وخصوصا لدى  الزملاء والزميلات الصحافيين والصحافيات المتخرجين والمتخرجات من معهد الصحافة وعلوم الإخبار. وحقيقة الواقعة أن بيّة الزردي هاجمت المعهد وهاجمت المتخرّجين منه ( على بعضهم ) وقالت إن مستواهم ضعيف جدا وإن من يتم توجيههم إلى المعهد عادة يكونون من أصحاب المعدلات الضعيفة وهذا ما يفسّر ( حسب رأيها ) المستوى الضعيف للمتخرّجين.

* فيه  وعليه ؟

بقطع النظر عن نوايا بية الزردي ولماذا اختارت هذا التوقيت لشن هجوم على المعهد وخريجيه فإن جزءا مما قالته صحيح وهو المتعلّق بالمستوى . ولعلّ الكثير من الزملاء أنفسهم لاحظوا ذلك منذ عدة سنوات وأفصحوا عن رأيهم ولم ينتظروا بية الزردي حتى تقوله... وبما أن الموضوع شائك ويحتاج إلى مساحة أكثر ووقت أكثر لشرحه نكتفي هذه المرة بالتأكيد أن المستوى تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة بالرغم من أن معهد الصحافة وعلوم الإخبار أعطى البلاد وجوها كثيرة مشهورة ومعروفة وتتمتّع بمستوى عال من الحرفية والتكوين والتجربة ... وفي المقابل فإن مسألة المعدلات الضعيفة التي يتم على أساسها توجيه الطلبة إلى المعهد فهي مردودة عليها ولا أساس لها من الصحة وقد تولّى الكثير من الزملاء والزميلات شرحها وبيّنوا أن العكس هو الصحيح وأن الالتحاق بالمعهد ليس متاحا لأي كان.

مقتطفات من ردود الأفعال

مثلما قلت فقد " شبعت " بية الزردي ( يوم أمس واليوم ) نقدا وسخرية ... وقد " فرح بها "  بعضهم بطريقته الخاصة. ودون إطالة ننشر لكم البعض من الكتابات المختلفة لأطراف مختلفة من أهل الميدان.

وفي باب الردود كتبت الزميلة سابقا في دار الصباح ليليا التميمي  قائلة :

 " الي كانت تجيب في معدل قوي خوللها باش تلتحق بجامعة السوربون وتتخرج منها بعكس الصحفيين الي ماكانوش يجيبو معدل هذاكة علاش يدخلو لمعهد الصحافة_

ينطبق عليها المثل القائل: قالولو يا فرعون اش فرعنك ...قاللهم ما لقيتش شكون يلمني

يظهر لي جاء الوقت باش تتلم ....وعلى قاعدة زادة.

أما الصحافية المشاكسة عائدة عرب فقالت بطريقتها الخاصة :

أيا سيدي الدخلاء اجتاحوا الروادن و التلافز و ولاّو روس و قلنا برّة هانا خلّيناهالهم واسعة و عريضة يرتعّو كيما يحبّو و يكرسّو الرداءة و في نفس الوقت ياكلّو خبيزة!

أماّ إنك تسمح لنفسك تتطاول على معهد الصحافة فهذا غير مقبول!

عزيزتي بيّة الزردي؛ معهد الصحافة خط أحمر!

ولمعلوماتك و لثقافتك العامة المفقودة: وقت إلي خذيت أنا البكالوريا على سبيل المثال و ليس الحصر، كان باش تدخل للمعهد الصحافة يلزم تكون ماخو الفرنسية option و جايب فيها معدل قوي في الامتحان النهائي، هي و الانجليزية إلى جانب معدلك العام الّي يلزم يكون محترم!

عزيزتي، معهد الصحافة خرّج دكاترة و نساء و رجال تقلدّو مهام عليا في الدولة و أيضا خارجها.

أساتذة معهد الصحافة و علوم الاخبار الّي هوما متخرجين من نفس المعهد مطلوبين في أهم كليات الصحافة العربية للتدريس و مراجع في مجالهم وفما منهم الّي كاتبين آلاف المقالات العلمية و عشرات الكتب ….

صديقتي ننصحك نصيحة وسْع؛ خلّيك فلّي تعرفو و متمكّنة منّو و ما تتعلطّش على ما تجهلين و ما أكثر ما تجهلين!

عزيزتي بية؛ وقتلّي تكون قريت 3 سنين بعد السيزيام بريمار شعبة قصيرة مهنيّة إلّي هي الخياطة، و إلّي انت عمرك ما ذكرتها و يبدو تستعار منها في حين الخياطة مهنة شريفة و متاع ذوق كبير، و دخلت مجال التنشيط الإذاعي بالصدفة، و من بعد التَكْرِنّيك في تلفزة الأفكار لأن من هب و دب ولّى كرونيكور لأسباب متعلّقة بمسألة وحيدة هي البوز، و انت ما شاء الله ابدعت في العرك و المعروك و شريان الشبوك و سبان الناس،

أما رد بالك تستخايل ولو لثانية الّي هذا يعطيك الحق و الشرعية و المشروعية باش تتْحكحك على معهد الصحافة و ما ادراك و خرّيجيه خاطر وقتها تولّي تحط روحك في موقف بايخ جدّا و وقتها تلقانا بالمرصاد خاطر معهد الصحافة دارنا و عايلتنا و تكويننا و فخرنا و مرجعنا و أساتذتنا العمالقة إلّي قرّاونا و ورّاونا و علمونا المهنة و أخلاقياتها و إلّي انت، سامحني نقلك بكل صراحة ما عندك حتّى صلة بها!

فبحيث، خلّيك منشطة، كرونيكوز، انستاڤراموز و لقّط على رويحتك خبيزتك و فك عليك مناّ، رانا ما فينا ما يتفصّل كيف تجبدنا و خاصة تجبد معهدنا!

بي س: بنات و ولاّد معهد الصحافة وقيت باش تفيقو على رواحكم و تتوحدّو لمجابهة الرداءة و وين هازين وسائل الإعلام !!

و السلاااااااام بالعافية!

* الرأي الآخر ؟

مثلما قلت في البداية هناك بعض الآراء المختلفة ومنها رأي الزميل  طارق العصادي الذي كتب على صفحته ما يلي :

صباح النور ، بعيدا عن العنتريات والهزل والاستعراض بخصوص معهد الصحافة وجدلية الانتماء والدخلاء.. هنالك الكثير مما يحبر لمن يريد القراءة بعقله.. لا بقلبه وبقية حواسه بحثا عن بعض التفاعلات الإلكترونية والتودد الافتراضي..

- انو أحنا كمتخرجين من معهد الصحافة بنسختيه مونفلوري سابقا ومنوبة حاليا، فهذا لا يعني انو احنا عندنا المفاتح الكل للتقييم والخدمة.. فما سوق ومتقبل مهمتو التقييم.. وأنا من أكثر الرافضين لمبدأ الجلوس على الربوة ومنح الشهادات.. بيناتنا التيران وايجا "نغفصك" بالخدمة ونوريك لي أنا خير منك كورة وأخلاق..

- حقيقة ثابتة.. أفضل من قربتلهم في الخدمة جايين من اختصاصات أكاديمية أخرى وعندهم قابلية التطور وجلد الذات كان لزم للإصلاح عكس الغالبية من خريجي معهدنا شعارهم : ما تعلمناش هكا في الايبسي..

-لي قريناه "ماكات" وتقنيات التحرير وغيرو لا علاقة له بواقع السوق.. اذا مشيت بنفس التمشيات راك تطردت من أول نهار خدمة

-بعد قرابة 15 عام خدمة منتفكرش اداري ولا أستاذ من معهد الصحافة سألني حتى مجاملة على وضعيتي ، اندماجي، صعوبات القطاع ( عدا صادق التواتي يرحم والديه رغم اللي انا قريت صحافة مكتوبة ورشة مسائل سياسية كتخصص وما قريتش عندو إعلام رياضي، وكذلك هاني مبارك كل ما سمحت الفرصة)..وهنا ننوه لي انا كنت طالب متوسط ومدوبل عام..

-غالبية المنظرين في الفايسبوك وحتى من داخل المعهد كأساتذة ما نتذكرش قريتلهم مقال مؤثر و ضرب وعمل بصمة في البلاد ( سياسة مجتمع رياضة ثقافة) خلال 25 عام الاخرانيين بش نكون متفائل شوية ومع هذا نظريا يقتلوك دروس وعبر ..

-فما بعض مكونات المعهد دزوا لاحقا حتى في التوظيف لبعض الطلبة على حساب اخرين لعدة اعتبارات..

-فما طلبة نتفكرهم عندهم "باكغراوند" ومكتسبات تضحك في ماتيارات كيما صحافة الرأي وكيما الأحداث الوطنية.. اما الصدف والفايسبوك رجعوهم مؤثرين ولو نسبيا..

-في خضم هذا الكل فما نواميس وضوابط تتعلهم ويطبعوا شخصيتك من المعهد ومنها أخلاقيات المهنة وقوانينها.. وهذا يفرق بين المتكون والدخيل ويكون نقطة فارقة في المقارنة..وفي الأخر هي ملكة وموهبة ربانية.. يا عندك يا لا..

المهم في خضم هذا الكل، بية أبعد ما يكون عن كل الشروط والخصال أعلاه.. و لكن الحقيقة برشة كيفها اما ربي ساترهم..

-المعهد قرانا لكن بعد حد ما يسأل عل الوضعية.. والتعاطف الحقيقة مناسباتي وبالوجوه في كواليس المهنة.. والأهم انو الجدل التاريخي حول الدخيل والمنتسب وولد المهنة تكوينا خلانا نخرجوا على لب الموضوع الأساسي لي هو انو القطاع تحت السيطرة وتم تركيعه بمنطق التجويع والاذلال وووو..

* لخّص كل شيء

  أما الأستاذ بمعهد الصحافة الزميل صادق التواتي  فقد لخّص تقريبا كل شيء فكتب قائلا :

لم تتجاوز خطّة مستكتب إدارة في الإذاعة التونسية حسب الأمر الصادر بالرائد الرسمي بتاريخ 22 نوفمبر 2019 والمتعلّق بعطلتها لبعث مؤسّسة وتتطاول على مؤسّسة جامعية عريقة في حجم معهد الصحافة وعلوم الإخبار. سامح الله من فتح لها باب الولوج للمهنة وقال عنها جميلة الجميلات وقيدومة القيدومات وهي في الحقيقة دخيلة الدخيلات...

معهد الصحافة وعلوم الإخبار من منفلوري إلى منّوبة سيبقى عقدتكم الأبدية، تخرّجت منه أجيال وأجيال أثبتت مهنيتها العالية ونجاحها الباهر في كافة المؤسّسات الإعلامية الوطنية والعالمية، وصلب الهياكل الحكومية وغير الحكومية داخليا وخارجيا... بيّة الزردي العيب موش فيك بل في كلّ من سكت وحاول تبرير وجود أمثالك في قطاعنا المخترق والموبوء على حساب خرّيجي المعهد الذي كان قِبلة مئات الطلبة المغاربة والأفارقة والعرب والغرب ودخلته شخصيا بعد نجاحي في البكالوريا بمعدّل محترم جدّا وتخرّجت منه الأوّل عن دفعتي..

* اعتذار " خبيث " لكنّه لا يكفي

بعد أن حدث ما حدث يبدو أن إدارة إذاعة " إي - آف - آم " طلبت من بيّة الزردي أن تقدّم اعتذارا رسميا ... وقيل أيضا أن هناك من كتب لها الاعتذار بما أنها " لا تجيد القراءة والكتابة " ... وبالرغم من أنها قرأت على المستمعين بضع كلمات من ورقة مكتوبة فقد ارتكبت 700 ألف غلطة ... وحاولت بخبثها المعهود أن تظهر مرة أخرى أنها " أعلى درجة " من هؤلاء الذين تتقدم لهم الاعتذار عندما قالت : " الاعتذار من شيم الكبار" ... ولا يخفى على أحد ما الذي تقصده بكل تأكيد.

* خلاصة القول

كنت أتمنّى ألّا يضيّع أهل المهنة " الصحاح " وقتهم في موضوع تافه هو من صنع إنسانة لا علاقة لها بالصحافة  لا من قريب ولا من بعيد ونعرف جميعا ( على الأقل من هم من جيلي والجيل الذي بعدي ) كيف جاءت إلى هذا العالم ولماذا جاءت ومن جاء بها ...ورغم ذلك نرجو من الله أن يسامحهم جميعا لأنهم في النهاية عاقبونا عندما رموا بها ذات يوم في الواجهة وأوهموها خطأ بأنها " صحافية كبيرة " ... وها إننا نعاني إلى اليوم من ذلك الوهم الذي تحوّل إلى غرور وتورّم الأنا ... وعدة أشياء أخرى.

 أما وقد حصل ما حصل فإني أعيد التساؤل للمرة الألف :

لماذا وإلى متى تظلّ هياكل المهنة صامتة إزاء اجتياح الميدان من قبل المتطفّلين والدخلاء والغرباء إلى درجة أن الكثير من الزملاء باتوا مقتنعين بأحد أمرين : إما أن هذه الهياكل صورية وعاجزة عن فعل أي شيء للقطاع وإما أن هناك " ميك ماك " كبيرا في الحكاية يجعل الأمور تتواصل على  ما هي عليه : صحافيون حقيقيون مبعدون ... وأشباه الأشباه يصولون ويجولون ويترعون ؟؟؟.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق