للمرة الثانية على التوالي : اختيار النائبة حياة عمري ضمن 100 امرأة عربية الأكثر تأثيرا ... وسط تجاهل إعلامي مخجل ومريب

بالرغم من أنها تعمل في صمت وبعيدا عن أضواء الإعلام سواء بإرادتها أو بغير إرادتها فقد تم اختيار النائبة عن حزب حركة النهضة بمجلس نواب الشعب حياة عمري في قائمة تضم 100 امرأة عربية الأكثر تأثيرا لسنة 2017 حسب ما أعلنت عنه نائبة رئيس مجلس نواب الشعب فوزية بن فضة أول أمس الاثنين.
واعتبرت بن فضة أن اختيار النائبة حياة عمري ضمن قائمة مائة امرأة عربية الأكثر تأثيرا يعكس تميز المرأة التونسية ويمثل تتويجا للنائبة عمري التي صنفت في نفس القائمة للسنة الثانية على التوالي.
وقد تم اختيار الباحثة في الكيمياء حياة عمري من قبل المجلس العربي للمرأة التابع لجامعة الدول العربية لتكون ضمن قائمة النساء المائة الأكثر تأثيرا في العالم العربي.
واعتبرت حياة عمري في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن تصنيفها في القائمة يعكس جهودها في تأطير الباحثين ومشاركتها الفاعلة في المنتديات العلمية الدولية .
وأفادت بأنها تعد الشخصية البرلمانية الوحيدة التي تم اختيارها في قائمة المائة امرأة عربية الأكثر تأثيرا معبرة عن أسفها من عدم اهتمام الاعلام الوطني بتقدير مجمل مشاركتها وإسهاماتها البحثية مقابل تسليط الاعلام الأجنبي الضوء على دورها العلمي .
وبالتأكيد فإن هذا النائبة لم تخطئ في التعبير عن أسفها من هذا التجاهل الإعلامي المريب الغريب والمخجل أصلا . فلا وسيلة إعلام واحدة ( باستثناء وكالة تونس إفريقيا للأنباء وبعض المواقع التي تناقلت عنها المعلومة والتعليق ) اهتمّت بهذا النجاح الذي لا يعني في النهاية حياة العمري وحدها بقدر ما يعني المرأة التونسية ككلّ ... ولو تعلّق الأمر براقصة كباريه أو " مطربة خيول " أو " ممثلة كوكايين " أو غيرهن ممّن ينتمين إلى عالم السخافة والابتذال لهرعت كافة وسائل الإعلام تستقي أخبارها أوّلا بأوّل ... واهتمّت بأدق تفاصيل حياتها بما في ذلك ما لا يهم الناس لا من بعيد ولا من قريب .
ولعلّ " ذنب " هذه النائبة أيضا أنها لا تنتمي إلى فئة رجاء بن سلامة أو سلوى الشرفي أو ألفة يوسف وكافة الزمرة التي تعمل من منطلق " خالف تعرف " وسهتم بها الإعلام وبمواقفها حتى إن كانت أسخف من السخافة ذاتها ... إذ هي تنتمي إلى حركة النهضة ولا تعرف عنها مواقف متطرّفة ولا يعرف أن لها " أعداء " حتى في البرلمان ذاته . وللأسف الشديد ما زلنا لا نفرّق بين النجاح ( مهما كان نوعه ) الذي يشرّف البلاد بقطع النظر عن صاحبه وبين عواطفنا التي ما زالت ترفض الآخر حتى لو كان من أنجح الناجحين .
وبكل تأكيد ليست حياة العمري وحدها في هذا التجاهل إذ يوجد الكثير من أبناء هذا الوطن معترف بهم خارج الحدود " مجهولون " ومغيّبون داخلها . ولئن نفهم مثلا أنه ليس من أولويّات إعلام التفاهة والإثارة أن يهتم بالنجاحات العلمية فإن ما يبدو مريبا وغريبا أن الإعلام العمومي منخرط في هذه الموجة وكأنه انساق وراء الرداءة ونسي أنه إعلام عمومي وليس إعلاما حكوميا بالرغم من أن كافة المؤشرات تفيد بأنه يسير " بخطى حثيثة " نحو العودة إلى عاداته القديمة .
ج – م
التعليقات
علِّق