لتلميع صورتها في الشارع التونسي : الإمارات تنشر مقالات اشهارية في بعض الصحف التونسية

لتلميع صورتها في الشارع التونسي : الإمارات تنشر مقالات اشهارية  في بعض الصحف التونسية

 

تحتفل الإمارات العربية المتحدة، اليوم الجمعة ، بالذكرى الخامسة والأربعين لقيام دولة الاتحاد بين الإمارات السبع "أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة".
وتقيم دولة الإمارات العربية المتحدة احتفالات واسعة ومتعددة سواء في الداخل أو في جميع سفاراتها في الخارج .
لكن الملفت للانتباه ، وخلافا لعيد استقلال الجزائر او ذكرى انتصار حرب اكتوبر في مصر  فإن غالبية الشعب التونسي لم يشعر أو يسمع بهذه المناسبة الا بالصدفة بعد أن اكتفت سفارة الامارات في تونس بنشر بعض المقالات الاشهارية الاحتفالية في عدد من الصحف التونسية ، حملت شعارات تتحدث عن متانة العلاقات التونسية - الاماراتية وعلاقات الصداقة والأخوّة وغيرها من القوالب الجاهزة ، وهي في الحقيقة مخالفة للواقع .
فالمواطن التونسي اليوم مازال يتعرّض للتضييق والهرسلة من قبل السلطات الاماراتية أثناء تقديم تأشيرة الدخول للامارات ، حيث تم منع المئات من التونسيين من المشركة في الصالونات الاقتصادية أو التظاهرات الثقافية  أو الدراسة وحتى حضور مراسم تكريمهم وتسلم جوائزهم من منظمات عالمية في دبي ، وبلغت الضييق أيضا عديد السياسيين البارزين في تونس في خطوة تصعيدية خطيرة .
وفضلا عن كل تلك التضييقات فإن العلاقات الديبلوماسية التونسية - الاماراتية تشهد منذ أشهر فتورا غير مسبوق وتوترا مازال يلفّه الغموض ، كما أن الامارات كانت حاضرة بالغياب في جميع المناسبات الوطنية في تونس ولم تساند الثورة التونسية ، الى جانب اكتفائها بالفرجة في مؤتمر الاستثمار الاخير ورفضها تمويل المشاريع او تقديم الدعم مثل بقية البلدان الصديقة والشقيقة .
وأمام هذا الواقع يتساءل المواطن في تونس : هل بمثل هذه المقالات الاشهارية في بعض الصحف التونسية تريد الامارات تلميع صورتها في الشارع التونسي الذي بدأ يضجر من ممارساتها تجاههم ؟ وهل ببضعة مقالات ستنجح الامارات في محو الصورة السيئة التي صارت ترافقها في تونس ؟ أم انه كان من الواجب لهذه الدولة ان ترفع قيودها عن التونسيين وتسهّل اجراءات حصولهم على التأشيرة وتساهم مثل غيرها من الدول في دعم الاقتصاد التونسي أفضل من بضعة مقالات اشهارية لا تسمن ولا تغني من جوع ول نتحرّك  من صورتها الراسخة لدى الشعب التونسي قيد أنملة . 

م.ي

التعليقات

علِّق