لا يحدث إلا في تونس : " نوبل " نزلت علينا من السماء ولم يترشّح لها أحد

بات من المؤكّد أن تونس " على بركة عظيمة " وأن أولياء الله الصالحين يحرسونها ببركاتهم وأن هناك من الأمور ما لا يحدث إلا عندنا دونا عن كافة بلدان العالم . فهذه الجائزة التي نزلت علينا فجأة من السماء لم يتوقّعها أحد وأكثر من هذا لم يترشّح لها أحد لا الرباعي ولا الثلاثي ولا حتّى السداسي الأول من السنة الدراسية على الأقل حسب معلوماتنا رغم أن هناك من يقول إن بعض الأطراف التي لا نعلمها قدّمت ترشيح تونس لهذه الجائزة التي تأتي في ظرف دقيق من تاريخ البلاد : صحافي ومدير قناة تلفزية خاصة يهرب إلى سويسرا بدعوى أنه مهدد بالقتل ويقول إن له أدلّة ووثائق تدين كافة الضالعين في الإغتيالات التي طالت شكري بلعيد ومحمد البراهمي وطارق المكّي وفوزي بن مراد ... بعد ساعات وزير يستقيل ويتحدّث عن فساد كبير ينخر جسم البلاد ... بعد سويعات يتمّ تأجيل اجتماع لأكبر حزب في البلاد بعد أن كاد يصبح حزبين أو أكثر جرّاء الخلافات وصراعات النفوذ والمناصب ... ثم تهزّ البلاد محاولة قتل النائب ورئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين الذي تعرّض إلى 30 طلقة نجا منها بطريقة لا تحدث إلا في كواكب أخرى علما بأن هذا النائب وهو دائما من الحزب الكبير لا يعرف عنه أن له عداوات أو نشاطات سياسية يمكن أن تهدّد مصالح عصابات أو مهرّبين أو سياسيين ... وإضافة إلى كلّ هذا كانت الأمور " ماكلة بعضها " بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف ولم يكن ناقصا بعد التصريحات النارية من هذا الجانب والتصريحات البركانية من الجانب الآخر إلا أن " تركح البونية " بينهما دون أن ننسى طبعا الأزمات السياسية بين بعض الأحزاب والمناخ المتوتّر الذي الذي خلقه الصراع المحموم بين أطراف حتى من الحزب الحاكم تريد إسقاط الحكومة وبين أطراف أخرى تدعم الحكومة من منطلق التحالفات على الأقل .
ولا بأس أن نذكّر أصحاب الذاكرة القصيرة بأن تونس ترشحت لهذه الجائزة في السنة الماضية عندما كان الوضع بكافة أوجهه أفضل من الوضع الحالي لكن لم يحظ ترشحها بالقبول ... وعندما تفاجئنا اليوم لجنة السيد " نوبال " بهذه الجائزة وفي هذا التوقيت بالذات فإننا لا نملك إلا أن نعيد القول إن بلادنا على بركة عظيمة خاصة أنها لم تترشّح لنيل هذه الجائزة أصلا ...
جمال المالكي
التعليقات
علِّق