كيف أجاب الرئيس خصومه بأن السيدة " بودن " ستكون رئيسة حكومة وليست " مجرّد وزير أوّل " ؟؟؟
لم ينقطع خصوم الرئيس قيس سعيّد ومعارضوه في المدة الفائتة عن نقده مجمعين تقريبا على أمر مهمّ جدا إذا قالوا " إن الرئيس ومن خلال تجميع كافة السلط بيده لن يعيّن رئيسا فعليّا للحكومة بل سيعيّن وزيرا أوّل يعمل تحت إمرته ولا يتحكّم في شيء " تقريبا .
هذا الكلام الذي انتشر كثيرا وأقيمت من أجله " موائد " و" بلاتوات " تناقش وتحلل كان سابقا لأوانه حسب رأيي لأنه لم يكن يستند إلى أي سند منطقي إلا " التنجيم وقراءة الكفّ " إن صح التعبير.
اليوم قام الرئيس بتعيين السيدة نجلاء بودن رمضان بتشكيل حكومة جديدة . وقد سمعنا جيّدا ما قال الرئيس عندما استقبلها وأعلمها رسميا بهذا التكليف . وعلى هذا الأساس سيكون من الحيف تجاهل الحقائق التالية :
* لقد ذكر الرئيس أن نجلاء بودن ستكون رئيسة حكومة وكرّر هذه العبارة أكثر من مرة للتأكيد ( والإجابة عمّا يقول الخصوم ) على أنها ستكون فعلا رئيسة للحكومة وليست مجرد "وزير أول" مثلما يقولون.
* قال الرئيس إن الحكومة القادمة يجب أن تعمل على مكافحة الفساد وتلبية حاجات التونسيين . وهذا يأتي في إطار تحديد الملامح الأساسية لبرنامج عمل الحكومة القادمة وأولوياتها وما يطالب به أغلب التونسيين في الوقت الراهن.
* طلب الرئيس من السيدة نجلاء بودن أن تختار أعضاء حكومة متجانسة وهذا يدلّ على أنه ترك لها مساحة كبرى من الاستقلالية التي تجعل رئيسة الحكومة صاحبة الكلمة الأولى في اختيار الوزراء. وليست مجرّد منفّذ " لتعليمات الرئيس " مثلما يقال.
* طلب الرئيس من المكلفة بتشكيل الحكومة الإسراع بتشكيلها من خلال ترديد عبارة "في أقرب وقت " وقد قالها بكل صراحة إن وقتا كثيرا ضاع وإن وقت العمل قد حان . وهذا يعتبر استجابة لتطلّعات أغلب التونسيين وردّا على كل من اتهموه " بإضاعة الوقت في ما لا يعني " .
* مباشرة بعد هذا التعيين " انقسم " التونسيون بين مؤيّد " فرح به وبين " رافض " في المطلق إلى درجة أن بعضهم رفض لمجرّد أن المكلفة بتشكيل الحكومة امرأة ( وهذا غريب فعلا ). ورغم كل هذا يرى البعض أن السيرة الذاتية لنجلاء بودن " محترمة جدا " ويرون أن البلاد في حاجة إلى " رجّة اقتصادية " عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . وعلى هذا الأساس يطالب هؤلاء بأن تركّز المكلفة بتشكيل الحكومة على تعيين خبراء حقيقيين في الاقتصاد والمالية وليس " مشعوذين " يدّعون أنهم خبراء في الاقتصاد وهم في حقيقة الأمر خبراء في شيء واحد وهو التزييف وخدمة أولي الأمر حسب الطلب وليس حسب مصلحة البلاد.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق