كارثة غرق مركب المهاجرين وصمت النخبة المثقفة وتجاهل الإعلام ... عندما تصبح دماء التونسيين رخيصة أمام " قضايا " القطط والكلاب !

كارثة غرق مركب المهاجرين وصمت النخبة المثقفة وتجاهل الإعلام ... عندما تصبح دماء التونسيين رخيصة أمام " قضايا " القطط والكلاب !

 


فاجعة كبيرة شهدتها تونس يوم أمس الثلاثاء عندما قضى 8 مهاجرين على الاقل غرقا بعد اصطدام زورق كان يقلهم بسفينة تابعة للجيش البحري التونسي قبالة سواحل جزيرة قرقنة.
حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع وقد تصل إلى 40 قتيلا بالنظر إلى تصريحات بعض الناجين الذين أكدوا أن القارب كان  يحمل  مالا يقلّ عن 70 شخصا ، أي ان عدد المفقودين " أو عدد الجثث " التي لم يتم العثور عليها قد تفوق الثلاثين باعتبار ان الجيش الوطني أعلن عن انقاذ 30 مهاجرا وانتشال 8 جثث .
ورغم هول الفاجعة  وحالة اليأس والشعور بالضّيم المنتشر بين صفوف الشباب التونسي فإن  أغلب وسائل الاعلام  ومعها  ما اصطلح على تسميتهم "النخبة المثقفة " زادا  من  اوجاع عائلات الضحايا  من خلال تجاهلهم تناول الكارثة او التعليق عليها او الترحم على المتوفين وتمني السلامة للمفقودين .
كل هؤلاء تعاملوا مع الضحايا كمجرّد ارقام وليس كشبان تونسيين ألقاهم اليأس والفقر والبطالة وفقدان الأمل  في براثن المجهول . نفس الاشخاص تجدهم يتصدرون المنابر الاعلامية ويكتبون عشرات التدوينات ويخصّصون البلاتوهات لمواضيع تافهة او اشاعة خبيثة لا تهم التونسيين في شيئ . وهم انفسهم من دعوا الى اشعال الشموع تضامنا مع ضحايا دول غربية عددهم اقل بكثير من ضحايا غرق مركب المهاجرين التونسيين . وهم من نظموا المسيرات تضامنا مع القطط او قتل الكلاب او للمطالبة بحرية الشذوذ الجنسي وغيرها من المسائل البعيدة كل البعد عن شواغل ابناء الاحياء الشعبية في حي التضامن وحي هلال والملاسين وحي الزهور وصولا الى الأحياء الاأخرى المهمشة في كامل ولايات الجمهورية .
لقد بان بالكاشف ان دماء الشباب التونسي رخصية  مقارنة بالمصالح والأجندات الخفية للنخبة التونسية التي مازالت تغرّد خارج سرب التونسيين .

التعليقات

علِّق