قوارب " الموت " هربا من مجتمع وسلطة العدوانية المؤسساتية

قوارب " الموت " هربا من مجتمع وسلطة العدوانية المؤسساتية

 

بقلم : جمال الدين الهاني 


سبب الهجرة الغير الشرعية هو ثقافة العداوة الضرورية و تخيير الفرد بين الهيمنة والخضوع! البعض يرفض هذا وذاك ويرفض البقاء . كنت اعتقد " الهجة" انتحارا جماعيا . هي فعلا كذلك للعديد ، ولكنها نتيجة لليأس من هذه المانوية، من هذا المصير القبيح في الحالتين ، من غلبة العدوانية ومأسستها : داخل النقابة ، داخل الاعلام، داخل الجامعة، داخل الحقل الرياضي، في السلطة التنفيذية، في السلطة القضائية، في التشريع.....

مأسستها بفرض الاتحاد كسقيفة أزلية للخلافة، وفرض التحديث القسري كشهادتين للمجتمع المدني ، وفرض الغرائزية كشكل وحيد للتسلية ، والتسلية كشكل وحيد للإنتاج التلفزي المختص في تلبية رغبة الأنثى أصلا وانتهاك رغبة الرجولة فصلا،

مأسستها بتحقيق الثأر الجنوبي في الرياضة وثأر بن ڤردان على وجه التحديد ممن ينقد رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم،

مأسسة العدوانية بحماية المافيا ومحاربة الحقيقة والكرامة ،

مأسستها بخيار الاستجداء السياحي وإغداق الهدايا على سواح بودورو ، دون اي منتوج ثقافي او تراثي خاص .....

مأسسة العدوانية باحتكار الفضاء العام حين يتعلق الامر باللائكيين واعتباره محايدا حين يتعلق الامر بغيرهم....

مأسسة العدوانية في الجامعة بتكريس النقابة الواحدة مع المطالبة بالتعددية السياسية،

مأسسة العدوانية برفع العنصري الصهيوني التافه جدا جدا جدا جدا جلال بريك الى صف المثقفين واصحاب الرأي

في مجتمع العدوانية المؤسساتية ، يكون اليأس شعورا إيجابيا ! ويدفع للبحث عن أفق جديد ، يتحول الى هجة حين تفشل الهجرة.

فالهجة ليست الهجرة بل هي فشل مشاريع الهجرة والبقاء في نفس الوقت: هي هروب الى المجهول من واقع لايطاق!
نحن نعرف الى أين نهاجر ولكننا لا نعرف الى أين " نهجّ"!

التعليقات

علِّق