في كافة أنحاء العالم تقريبا هناك أحباء فرق رياضية من نوع خاص جدا . ولكن القاسم المشترك بينهم جميعا هو حبّهم غير العادي لفرقهم وذلك " الجنون " الإيجابي الذي يتميّزون به إلى درجة أن بعضهم يضحّي بكل شيء في حياته من أجل الفريق الذي يحبّ.

اليوم تأتينا من مدينة حمام الأنف قصّة قصيرة لكنّها معبّرة ومؤثّرة إلى أبعد الحدود إذ تختزل في آن واحد حبّا غير عادي  لنادي الضاحية الجنوبية و " جنونا " غير عادي كذلك لمحب غير عادي تشاء الأقدار أن يغادر هذه الدنيا دون أن يغادره حب " الهمهاما " وعشقها المزمن.

وحتى لا نطيل بالكلام الذي قد لا ينفع فقد أوردت الصفحة الرسمية لنادي حمام الأنف خبرا مفاده أن أحد أحباء  "  " الهمهاما ويدعى " توفيق التڨورتي  " توفي منذ أشهر. وقد تبيّن اليوم أن المرحوم كان قد أوصى عائلته قبل وفاته  بضرورة اقتناء اشتراكه السنوي لدخول الملعب وحضور مقابلات الفريق في الموسم الكروي الجديد  مثلما جرت العادة ودأب على ذلك  عندما كان على قيد الحياة.

و أضاف نفس المصدر أن زوجته تحولت اليوم إلى مقر النادي و قامت بتنفيذ وصية المرحوم واقتناء الإشتراك باسمه. وحيّت الصفحة الرسمية للنادي الرياضي بحمام الأنف هذا الوفاء النادر لهذا المحب سواء عندما كان على قيد الحياة أو حتى بعد وفاته.

إنه الوفاء في قمّته . ومهما يقال فإن الكلام لن يعبّر عن هذا الرجل الذي نرجو جميعا له الرحمة من الله ونرجو من أحباء الفريق أن يكرموه حتى من خلال الترحّم عليه في كل وقت وحين.