قرطاج 2025: حفل سانت ليفانت يثير الجدل

قرطاج 2025: حفل سانت ليفانت  يثير الجدل

بعد أكثر من 24 ساعة على مرور حفل سانت ليفانت لايزال حضور هذا الفنان الفلسطيني الفرنسي وبرمجته خلال الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي مثيرا للجدل خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث انقسمت المواقف بين مرحب بهذا الحضور ومؤيد لنجاح الحفل و بين رافض لمثل هذه العروض في اطار مهرجان عريق كمهرجان قرطاج الدولي.

و في هذا السياق علق نقيب الفنانين التونسيين ماهر الهمامي  في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مقيما الحفل : "عرض البارح بقرطاج، تفسخوه ،تقرقشوه ،تمسحوه من تاريخ البلاد، وشوف نسامحوكم والا لا."

عموما الفن أذواق و لكل جيل و ميولاته الفنية و مهرجان قرطاج منفتح على مثل هذه العروض الشبابية المعاصرة كما أن بابه مفتوح كذلك للطرب و الفن الأصيل أيا كانت جنسيته .

الفنان صوت وطنه، الفنان صوته سلاحه ليصرخ بالحرية ويهتف للحب ويصدح بحنجرته حتى يتردد الصدى في كل مكان، هو ابن القدس وطفل غزة وفي جيناته الثورة الجزائرية، مزج في تكوينه الغضب المغاربي والجرأة الفلسطينية، واختار لنفسه كنية "قديس بلاد الشام"  لتصبح أغانيه كما التراتيل المقدسة يحفظها الشباب فهي زادهم للحرية.

باسم الحرية لفلسطين والانتصار لنضالات أبناء غزة التقى سانت ليفانت أو مروان عبد الحميد الجمهور التونسي ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة 5 أوت 2025، ليكتب فصلا آخر من فصول نجاحه الغنائي والجماهيري.

Free... free ..Palestine 

هو الشعار الذي استقبلت به الجماهير سانت ليفانت التي توافدت على مسرح قرطاج قبل أربع ساعات من بداية الحفل،  جمهور أغلبه من الشباب رفعوا أعلام تونس والجزائر وفلسطين والتحفوا بالكوفية رمزا وعنوانا للهوية، فالفنان الفلسطيني الجزائري، يغني للحب والوطن والحرية.

بالتحية العسكرية انطلق الحفل ليقدم ليفانت "على هذه الأرض" و"دلعونا" وليُذكر بصوته والضربات القوية على الخشبة أنه ينتمي لشعب الجبّارين الذي لا يقهر .

على خشبة مهرجان قرطاج حاول ليفانت صياغة عالمه الخاص من خلال محادثات عفوية مع الجمهور ومشاهد ممسرحة تمهد للأغاني التي تقطف من كل مدينة نغمة، ومن كلّ لغة إيقاعا.

كلمات الأغاني تراوح بين العربية والانجليزية والفرنسية، في توليفة تشكل عوالمها اللغوية والوجدانية والصوتية وتنسج معالم أسلوب فني يمزج الحب والاحتجاج ويربط بين الذاكرة الفردية والجماعية.

ممتعة موسيقاه، هو فنان قادر على التحكم في الجمهور، طاقته في الأداء والتفاعل مع الموسيقى رهيبة، وعروضه تشبه الرحلة في عالم الموسيقى، ففي أغنية "هل يمكن أن تحبيني" مزج الدبكة الفلسطينية مع الهيبهوب، وفي "الله يحميكي" صنع ملحمة موسيقية مزج فيها الشاوي والراي الجزائري مع الفلامنكو الاسباني، و"بعينيكي" و"القليل من الأصدقاء" أبدع في تشكيل صورة بصرية وحّد فيها ايقاعات غربية صاخبة مع ألحان عربية هادئة، فليفانت خبير في الميكساج بين موسيقات العالم وعروضه بالفعل رحلة حقيقية بين أنماط وإيقاعات من كل العالم.

لجمهوره غنى من ألبوميه الأخرين "رسائل حب" و"ديرة"، فقدم "الله يحميكي" و"comme c'est beau" و"قلبي"  وهي أغاني حب ورومانسية قدمها مروان عبد الحميد بأسلوبه المجنون، أما الألبوم "ديرة" فغنى منه "دلعونا" و"ديرة"، والأغنية هي اسم لفندق أقام فيه مروان عبد الحميد طفلا لكنه تعرض للقصف بعد حرب 7 أكتوبر 2023, وديرة أغنية عن المنفى وهو شعور يعرفه كل الفلسطينين كما يقول ليفانت دائما، في الأغنية  يدافع الفنان عن ذاكرة الطفولة ومن كلماتها " تحت كل حجرة، في ظل كل شجرة أشوف ذكريات ستي" وحجارة المسرح الروماني بقرطاج كانت خير صدى وأفضل حارسة للذاكرة.

سانت ليفانت عازف الساكسوفون فنان له طابعه الخاص في صناعة موسيقى شبابية مميزة، كلمات بسيطة تصل الى المتلقي وسهلة الحفظ، للحب والرومانسية يغني ولكنه دائم التذكير بفلسطينيته وفي كل أغنية أو حفل يقول جملة "فلسطين في صوتي" كما يردد شعار "فري فلسطين، فري غزة".

نجح مروان عبد الحميد  أمام جمهور قرطاج وكسب الرهان، غنى لفلسطين قضيته الأولى وأمتع محبيه بايقاعات جزائرية في أغنية "ديفا' وهي رسالة حب للجزائر وأثناء الأداء رفع العلمين التونسي والجزائري على المسرح

وقد انطلق  سانت ليفانت في الغناء عام 2020 وحققت أولى أغانيه " باللغة الإنجليزية واسمها  "جيروزالم فريستايلز" ثم "نيرفانا أن غزة" نسب مشاهدة مرتفعة على اليوتيوب،  ليقدم ليفانت بعد ذلك النجاح مقاطع فيديو عن التاريخ الفلسطيني قوبلت بمتابعة مكثفة على منصات تيكتوك وانستغرام.

 

التعليقات

علِّق