قابس : إضراب رجال التعليم : أهل مكة أدرى بشعابها

كتب : أكرم معتوق
ما زال التجاذب بين الاتحاد والحكومة قائما يشي بتوتر العلاقة بينهما فالإضراب الأخير الذي نُفِّذ يومي 22 و 23 جانفي بقابس حقق نسب نجاح متفاوتة التقدير بين هياكل الاتحاد ومراصد الحكومة ولكن مهما تكن النسبة التي حصَّلها الإضراب فهي تدل على نجاحه والتفاف رجال التعليم أغلبهم حول هذه المؤسسة العتيدة وقد يختلف معي القارئ في نسبة هذا الالتفاف أمام أصوات من هنا وهناك تعلن أن الاتحاد بات حجر عثرة أمام الحكومة لا غير ولكن الذي إليه أذهب في هذا السياق أن المساس بالاتحاد هو مساس بتاريخ نضالي كامل. صحيح أنه ليس كل الذين مروا على الاتحاد مناضلين ولكنه هيكل نقابي ضم إليه أفئدة من العاملين والكادحين ولا يمكن أن نلغي المسيرة النضالية عنه لأن ضر هذا التشكيك أكثر من نفعه لا محالة. وعلينا أن نعي في مرحلة ما بعد 14 جانفي أن اكتساب المناعة لا يكون إلا في الاتفاق على جملة من الثوابت منها أن المؤسسات النقابية لا يمكن أن تكون محل تشكيك، قد ننقدها ولكن دون غايات مغرضة أو نوايا مبطنة وليس الاتحاد في نهاية المطاف سوى السبيل لالتفاف الطبقة الشغيلة كي تكون مسيرة النضال لها ضماناتها من داخلها أكثر من ضمانات خارجية متحولة لا معوَّل عليها.
التعليقات
علِّق