في تصريح غريب واستفزازي لمشاعر التونسيين والفلسطينيين الذين يعانون يوميا من جرائم الاحتلال الصهيوني، طالب المحامي منير بعتور رئيس الحزب الليبرالي التونسي بالتطبيع الكامل مع اسرائيل في كل المجالات ، مشيرا إلى وحود 200 ألف تونسي مقيمين في إسرائيل وممنوعين من زيارة بلدهم الأم - وفق تعبيره - .

وأضاف بعتور بأن منع هؤلاء من حمل جوازات سفر تونسية يدخل ضمن ما أسماء " معاداة السامية " زاعما أن القضية الفلسطينية لا تهم التونسيين في شيئ ، مضيفا أن هذه القضية موجودة في قارة أخرى هي قارة آسيا وقد اندثرت باندثار القومية العربية مع جمال عبد الناصر وعصمت سيف الدولة وغيرهما ..

بعتور واصل تصريحاته الاستفزازية بقوله بأنه بقي " شرذمة من القوميين تحاول النفخ في القضية الفلسطينية وأن الفلسطينيين أنفسهم قاموا بالتطبيع مع اسرائيل " .

ودون الرجوع الى الماضي المثير لمنير بعتور او تناول حياته الشخصية ، فإن تصريحاته " الشاذة " تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتمثّل استفزازا للسواد الأعظم من التونسيين الذين يعتبرون أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم وأن فلسطين جزء من الأمة العربية والاسلامية وشعبها العظيم المقاوم والصامد لازال يعاني من جرام القتل والتنكيل والاغتصاب والتعذيب من قبل الجيش الصهيوني الغاصب .

فتاريخ الكفاح الفلسطيني جزء لا يتجزأ من تاريخ تونس حيث لم يكن موقف الشعب التونسي وقواها الوطنية من التطبيع ، ومقاومة الصهيونية مسالة حديثة أو ظرفية بل يعود هذا الموقف إلى العلاقة المتجذرة في وجدان وتفكير التونسيين منذ مطلع القرن الماضي حيث ارتبطت القضية الفلسطينية بقضية تحرر تونس من الاستعمار الفرنسي.
ويبرز ذلك جليا من خلال الدستور التونسي الداعم للقضية الفلسطينية وللشهداء الذين قدمتهم تونس كان اخرهم المهندس الطيار محمد الزواري .