في مواجهة الموت الداهم : لماذا تتحلّى والية سوسة بالشجاعة في تطبيق القانون ولماذا " يهرب " والي تونس ممّن هم فوق القانون ؟

في مواجهة الموت الداهم : لماذا تتحلّى والية سوسة بالشجاعة في تطبيق القانون ولماذا " يهرب  " والي تونس ممّن هم فوق القانون ؟

واجهت والية سوسة رجاء الطرابلسي ضغوطات كبيرة للتراجع عن قرار الحجر الصحي الشامل   الذي انطلق  تطبيقه بداية من يوم الأحد 4 جويلية على الساعة منتصف الليل. 

وأشارت  بعض  المصادر إلى أنّ صناعيين نافذين ( يساندهم اتحادهم الجهوي )  وبعضا  من نواب الجهة يعارضون بشدة قرار فرض الحجر الصحي الشامل  رغم خطورة الوضع الوبائي بالجهة وتسجيل إصابات بالسلالة الهندية من فيروس كورونا  ومخاوف جدية من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.
ورغم كافة العراقيل التي يضعها بعض النافذين بمن فيهم " نواب آخر زمن " الذي كان أولى بهم تقديم مصلحة البلاد على مصالحهم ومصالح أصدقائهم فقد مضت والية سوسة في تطبيق قرارها مهما كان الثمن وقد شوهدت مرات عديدة وهي تتابع بنفسها كيفيّة تطبيق القرارات ومدى التزام الجميع بها .

وللإشارة فقد نسج والي نابل ووالي جندوبة على منوال والية سوسة في إقرار جملة من الإجراءات الصارمة التي قد تحدّ من انتشار الوباء.

وفي المقابل ماذا فعل والي تونس الشاذلي بوعلاق  لمجابهة الخطر الداهم؟. تقريبا لا شيء أو يكاد . فقد لاحظ التونسيون جميعا كيف أن شواطئ  قمّرت والمرسى وغيرها شهدت " يوم الحشر " حيث تجمّع فيها آلاف وآلاف من التونسيين بلا تباعد جسدي ولا هم يحزنون . وقد علمنا ( مثلما علم  غيرنا ) بأن  المقاهي والمطاعم والوحدات السياحية الموجودة بتلك الأماكن حققت يومي السبت والأحد أرقاما قياسية في الأرباح لم يحقق بعضها مثلها طيلة حياته ... وكل ذلك مقابل ماذا ؟. مقابل تعريض أرواح الناس إلى الخطر والموت أمام أنظار السلطة الممثلة هنا أساسا في والي تونس الذي اتضح مرة أخرى أنه يخشى " النافذين " و " اللوبيّات " التي لا تؤمن بصحة المواطن أمام إيمانها العميق بمصالحها وضرورة أن تستمرّ تلك المصالح وليذهب الشعب وكل العالم إلى الجحيم.

وفي ظل كل هذا نتساءل : إذا كان  والي تونس ( أو حتى غيره ) عاجزا عن فرض إجراءات الوقاية بكافة الطرق المتاحة له لماذا لا ينسحب ويترك زمام الأمور إلى غيره ممّن هم أكثر جرأة وأكثر شجاعة على إنفاذ القانون " بلا حسابات " ؟.

وإنا نتساءل أيضا : لماذا يجد وال ( أو والية ) الشجاعة والقوة لفرض قرارات المصلحة العامة رغم كافة الضغوطات والعراقيل بينما يخفي وال آخر رأسه تحت التراب ويترك الحبل على الغارب والحال أننا نعيش في  دولة واحدة وأن المسافات بين الولايات لا تكاد تذكر؟؟؟.

ملاحظة : الصورة أخذت في شاطئ المرسى يوم أمس الأحد 4 جويلية 2021.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق