في مقال طريف : دعوة إلى طرد تونس من الوطن العربي ونفيها إلى أوروبا أو كندا لأنها تعتبر المرأة بشراً

نشر موقع " الحدود " يوم 16 أوت الجاري " مقالا " إن صحّت فيه صفة المقال دعا فيه إلى " طرد تونس من الوطن العربي وتحيلها إلى أوروبا أو كندا " لأنها تحاول تفكيك نسيج
المجتمع العربي وأصالته ( وكأن هذا المجتمع متماسك أصلا ومحافظ على أصالته ) بسبب دعوة الرئيس السبسي إلى السماح للمرأة التونسية بالزواج بغير المسلم ... وخاصة ( وهذا بيت القصيد ) " معاملتها كإنسان عند تقسيم الميراث .
وقبل إن نعلّق قليلا على ما جاء في هذا " الشيء الطريف " ندعوكم إلى التمتّع بما جاء فيه إذا قال صاحبه :
" قرَّرت قيادات سياسيَّة واجتماعيَّة عربيَّة طرد تونس من الوطن العربي وترحيلها إلى أوروبا أو كندا، رداً على محاولاتها تفكيك نسيج المجتمع العربي وأصالته بدعوة رئيسها للسماح للمرأة المسلمة بالزَّواج من غير المسلم، ومعاملتها كالإنسان عند تقسيم الميراث.
ويقول الشيخ المفتي العلاّمة، جمعان الضّب، إنَّ طرد تونس من الوطن العربي جاء نتيجة تخلِّيها عن أسس المجتمع العربي “فمنحها المال للمرأة كما الرَّجل سيحقق ازدهاراً اقتصاديّاً يقلِّلُ أعداد الفقراء أحباب الله فيبعدهم عن دينه، كما أنَّ استقلال المرأة وتركها لتقرِّر مصيرها سيُشعر الذكور بنقص في فحولتهم ويسبب لهم فراغاً كبيراً نتيجة فقدانهم شغلهم اليوميَّ”.
كما حذَّر الضبّ البلدان الأخرى من تقليد تونس “لتكن تونس عبرةً لمن لكلِّ من يحاول المساس بثوابتنا الأخلاقيَّة والمجتمعيَّة، فمن لا يعجبه الوضع في بلادنا سيُنفى فوراً إلى أوروبا أو كندا أو أستراليا ليعيش معهم ويعرف قيمة الوطن العربيِّ الحقيقيَّة”.
من جهته، انتقد ناطقٌ باسم الأزهر الشَّريف تأخر صدور القرار “كان من الواجب نفي تونس خارج الوطن العربيِّ منذ خمسينات القرن الماضي عندما ظهرت أولى علامات الانحلال وأثبتت للجميع انعدام أحقيِّتها في التَّواجد كجزءٍ من أمّتنا بسلبها حقَّ الرَّجل بالزَّواج من أربع نساء وسماحها لكائنٍ عاطفيٍّ عصبيٍّ بتطليق زوجه ..."
ولعلّ ما يشدّ الانتباه في هذا المقال الذي ينطبق عليه المثل القائل إن الشيء من مأتاه لا يستغرب أن صاحبنا ساءه حال " الفقراء أحباب الله " وخشي أن يتقلّص عددهم إذا ما خرجت المرأة إلى الشغل . كما أن الذكور " غاضوه " كثيرا لأنهم سيشعرون بالنقص والفراغ نتيجة خروج المرأة إلى العمل أيضا .
ولعلّ أغرب ما في حكاية هذا الذي من الواضح جدا أنه تربّى أو ينتمي إلى " ثقافة البعير " وأنه من سلالة ذلك الشاعر الجاهلي الذي قال " أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري " أنه مستاء جدا من تونس التي تعتبر المرأة إنسانا . وبالتالي نحن شعب نستحق النفي إلى أوروبا أو أستراليا أو كندا عسى أن نكون عبرة لكل من لا يعجبه كلام " السيد " ومجموعة الجهلوت الذين يختفي وراء آرائهم إذا سلّمنا بأن لهم رأيا أصلا .
ويبقى أن لي سؤالا أريد أن يجيبني عنه هذا العلامة النابغة وكل من حذا حذوه : كيف سترحّلوننا إلى أوروبا أو كندا ... هل ستطردوننا نحن التونسيين وتحتفظون بالأرض أم ستقومون بنقلنا " شقف وسلعة " إلى خارج الوطن العربي مثلما نفهم من ذلك القاطع والمقطوع الذي رسمتموه على الخريطة ؟. أجيبونا بسرعة نرجوكم حتى يعرف كل واحد منا " الكوع " من " البوع " .
ج – م
التعليقات
علِّق