وليد جلّاد يتفوّق على السعيداني وينتزع منه " زعامة " التقرّب والتمسّح على الأعتاب

وليد جلّاد يتفوّق على السعيداني وينتزع منه " زعامة " التقرّب والتمسّح على الأعتاب

يعرف الجمهور الرياضي عموما ما كان يأتيه رئيس النادي البنزرتي عبد السلام السعيداني  " اللاجئ " حاليا في  الخارج في حقّ رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم . ويعرف الجميع كمّ الجهود التي كان  السعيداني يبذلها من أجل التقرّب من رئيس الجامعة  إذ كان مدافعا شرسا عنه حيثما حلّ وخاصة في المنابر الإعلامية .

ولعلّ الجمهور الرياضي اكتشف يوم أمس من خلال برنامج 50 - 50  لمعز بن غربية على قناة " قرطاج + " متمسّحا آخر على الأعتاب لا يكاد يختلف عن السعيداني إلا ببعض التفاصيل  وهو طبعا " نائب الشعب " ورئيس المستقبل الرياضي بسليمان وليد جلّاد .

وقد تسنّى لمن تابعوا البرنامج الذي نال فيه الجريء من الإحراج ما لم ينله في كافة البرامج التي نزل عليها ضيفا أن يدركوا كيف " يمكن أن نصنع " مسؤولا متسلّطا مستبدّا برأيه . فالمسؤول المتسلّط المستبدّ لم يولد بالفطرة حاملا لهذه الصفات بل إن " الحاشية " التي تحيط به تجعل منه حاكما بأحكامه لأنها مهّدت له الطريق من خلال التغاضي عن عيوبه بل وتصويرها على أنها حسنات وتصوير الشخص على أنه لا قبله ولا بعده إلى درجة أن يصدّق كلام الحاشية فيصبح ما يصبح .

وفي الحقيقة لا أجد سببا واحدا يجعل وليد  جلّاد ( أو غيره من المتسلّقين ) يذلّ نفسه ( ويلحق بالتالي الأذى بفريقه وأهالي سليمان الذين لا نظنّ أنهم راضون عمّا يفعل ) زيتقرّب بتلك الصفة من رئيس الجامعة ... وفي الحقيقة أيضا قد يكون هناك سبب وجيه في هذا التصرّف المخجل يمكن أن تلخّصه مسيرة وليد جلّاد السياسية . فبالإضافة إلى أنه كان سليل التجمّع اللاديمقراطي في عهد بن علي  ( وهو اليوم يفاخر بذلك علنا بعد أن أتاحت  له الثورة التحدّث بكل حرية ) فقد كان من مساندي  المرحوم الباجي قائد السبسي " الأشدّاء " لكنّه سرعان ما انقلب عليه وارتمى في حضن  محسن مرزوق  ثم حضن يوسف الشاهد   ... وبالتالي طاف بين كتلة نداء تونس  ( 2014 ) وكتلة  الحرة ( مشروع تونس  2016 ) ثم كتلة الإئتلاف الوطني ( تابعة ليوسف الشاهد  وبعض النواب من كتل أخرى أو من المستقلين في 2018) ثم كتلة  حزب تحيا تونس ( منذ 2019 ) الذي يرأسه يوسف الشاهد.

قد يقول بعضكم ما العلاقة بين مسيرة وليد جلاد السياسية  والتقرّب المذلّ من رئيس جامعة كرة القدم فأقول مثلما يقول أجدادنا " حديثنا قياس " ... وبمعنى آخر فإن من نهل من " مدرسة  " التسلّق والوصولية  والانتهازية ( التجمّع ) لن يصعب عليه أن يميح  حيث تميح الريح طالما أن المسألة تحكمها " حكمة " لا يعلم سرّها إلا وليد جلّاد وأمثاله وهي " المصالح قبل المبادئ " .

تبقى ملاحظة في شكل عتاب أوجهه إلى معز بن غربية الذي قد تكون ردّة الفعل الفورية غابت عنه في تلك اللحظات . ففي باب المديح الذي كاله جلّاد لرئيس الجامعة قال : إن في عهده صعدت فرق ما كانت تحلم مجرّد الحلم بالصعود فأصبحنا نرى بنقردان وتطاوين والرجيش وسليمان ( وتغاضى عمدا عن هلال الشابة ) ... وقد كان على بن غربيّة أن يصحح له المعلومة  أو أن يكملها فيقول  مثلا : وفي عهده المبارك اندثر أولمبيك الكاف وتسير جندوبة الرياضية نحو الاندثار ( لا قدّر الله ) ولاقى الأولمبي الباجي الويلات قبل أن يعود إلى مكانه الطبيعي ... وذهب مستقبل القصرين  ومستقبل المرسى في  " شبه خبر كان " ... ونزل الملعب التونسي لأول مرة في تاريخه في عهده الأغرّ ثم عاد بسرعة . وظلّ نادي حمام الأنف يتأرجح بين الصعود والهبوط وكذلك حال النادي  الرياضي البنزرتي .

باختصار شديد تغيّرت الخارطة الرياضية ( نقصد كرة القدم تحديدا ) في عهد وديع الجريء... لكن كيف ولماذا وماهي الغايات والوسائل ... إلى غير ذلك .  وطبعا لن نجيب لأن العالم كلّه يعرف الإجابة ... وبكل تفاصيلها بالتدقيق.

جمال المالكي  

التعليقات

علِّق