واصف الجليل يتقدم لرئاسة الجامعة :الترشح اللا منطقي واللا" أخلاقي"؟!
تفاجأ الشارع الرياضي بترشح واصف الجليل على رأس قائمة تضم ماهر بن عيسى لإنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم. ولئن يبقى السيد الجليل حرا في تقديم ترشحه طالما تتوفر فيه الشروط اللازمة، فإنه تجرأه على التقدم لهذا المنصب في هذه الظروف بالذات يبقى غريبا وحاملا لتساؤلات عدة. فالرجل كان لسنوات عدة نائب رئيس الجامعة في عهد وديع الجري، أي أنه كان الرجل الثاني في هذا الهيكل في عهد إستبداد منظومة الفساد الرياضي التي دمرت كرة-القدم التونسية وشوهت صورتها وأفلست نواديها.. وهي المنظومة التي شنت عليها سلطة الإشراف الحرب بعد أن رفعت ضدها عدة قضايا جارية أدت إلى الزج برئيس الجامعة وديع الجري في السجن...
وهنا لا بد من التساؤل هل كان هذا الأخير يحكم بمفرده وهل أنه المسؤول الوحيد على كل علات الكرة التونسية في عهد المنظومة؟ فإذا أثبتت الأبحاث أن أعضاء هيئته كانوا على علم بالتجاوزات وسكتوا عنها فهم مسؤولون معه - على الأقل أخلاقيا- بسلبيتهم وعدم تجرأهم للتصدي لها خوفا على مناصبهم.. وإذا أثبتت أنهم على غير علم بما كان يحدث ولا علاقة لهم بذالك، لأن وديع الجري كان، كما يروج لذالك، مستبدا ولا يشرك أحدا في أخذ القرارات، فقد كان عليهم الإستقالة عندها لأن من يحترم منصبه لا يقبل أن يكون مجرد ديكورا..
ولذالك فقد كان من المنطقي أن يتحمل الجليل مسؤوليته الأخلاقية في العمل مع منظومة الجري ولا يتقدم الآن و ينتظر على الأقل إغلاق كل هذه الملفات والقضايا المتشعبة قبل الإقدام على ترشح مماثل.. وذالك حتى ولو كانت هنالك صفقات أو إتفاقات سرية مثلما يشاع لذالك.
و الجليل ليس لوحده الملام بعد هذه الخطوة. فنائب رئيسه قائمته ماهر بن عيسى الذي لطالما حارب منظومة فساد كرة القدم التونسية وأكد أنه سيقدم في يوم ما على الترشح لرئاسة الجامعة بمشروع للإصلاح، لا يعقل منطقيا أن يتحالف اليوم مع من كان ثاني أبرز مسؤول في تلك الفترة ويضحي بقائمته الخاصة و بمن كانوا معه فيها، حتى وإن سلطت عليه ضغوطات وعرضت عليه مصالح مثلما يشاع لذالك الآن،لأن المبادئ ليست ظرفية ولا يمكن أن تتجزأ...
ب. م
التعليقات
علِّق