في تونس ( وخاصة بعد 14 جانفي 2011 ) لم يعد العجب عجبا ولم تعد الغرائب تحمل أيّة ذرّة من الغرابة. فقد استوى كل شيء وبتنا نرى كل شيء وكـأننا في الواقع لم نر شيئا.

وخلال جولة بين قنواتنا التونسية قبيل أذان المغرب بحوالي ربع ساعة سمعت ترتيلا للقرآن الكريم بصوت جميل فاستوقفني ... نظرت فإذا بي في حضرة القناة التونسية التي لا تنتج أي شيء ولا تعرض أي شيء إلا الإشهار والإعلانات وهي طبعا  قناة تلفزة تونس 1 ( Tunisie Télévision 1 أو TT1 ) ... وفي نفس الوقت ( أي مع تلاوة القرآن الكريم ) كانت القناة تعرض إعلانات لمنتجات جنسية دون الانتباه إلى أننا في شهر رمضان أوّلا وأنه لا يجوز أخلاقيا ومهنيّا وبكل المقاييس أن يقع تمرير إعلانات من هذا النوع بالتوازي أم مثلما قلت في العنوان " على أنغام القرآن الكريم " إن صحّ التعبير طبعا.

إنها إحدى الغرائب التي تحدث في هذه البلاد ولا أحد ممّن بيده الحل والربط يسمع أو يتكلّم أو يرى ...أو يتحرّك.

ج - م