اشتكى التلميذ المتفوّق  بدر الدين الماجري وهو  في الأول على المستوى الوطني شعبة الآداب بمعدل 16.81  من رفض   مطلبه في الحصول على منحة جامعية للدراسة بجامعة " السوربون  " بفرنسا. وأكدت مصادر عديدة أن وزيرة التعليم العالي ألفة بن عودة كانت قد وعدت هذا الشاب وعائلته بهذه المنحة عندما أشرفت على حفل تكريم المتفوّقين بجندوبة. إلا أن الوعد قد ذهب أدراج الرياح على ما يبدو بعد أن تلقّى الشاب إرسالية رسمية تفيد برفض مطلبه بدعوى أنه " تم إسناد 6 منح لستّة ناجحين حصلوا على معدّلات أرفع من معدّله "... في شعب مختلفة طبعا ... أو ربّما يكونون من شعبة واحدة طالما أن مقياس الوزارة هو البدء من فوق ( أعلى المعدلات ) إلى حين بلوغ العدد المطلوب ثم يقفل الملفّ.

ولو سلّمنا بأن معدّل هذا الشاب " ضعيف " ( في رأي الوزارة وليس في رأينا ) فعلى أي أساس تحرم  التلميذة المتفوقة  أمل بن فرج الأولى وطنيّا في  شعبة التقنية بمعدل  19.65 من الحصول على منحة الدراسة بالخارج  ؟؟؟.

أمل  أيضا عبّرت في تصريح  لإذاعة " موزاييك " عن خيبة أمل كبرى  حيث أنها كانت تطمح إلى دراسة الهندسة المعمارية البيئية بألمانيا . لكن  يبدو أن حلمها انتهى أو تبخّر أمس بمجرد  أن تلقت إرسالية تفيد بأن مجموع النقاط التي تحصلت عليها لا يسمح لها بالحصول على منحة للدراسة بالخارج.

وقالت أمل إنها لا تزال تحت وطأة الصدمة ولم تقرر بعد إن كانت ستضطر إلى اختيار شعبة أخرى في إحدى الجامعات بتونس أو ستسعى بصفة فردية إلى الحصول على منحة من إحدى الجامعات بالخارج.

الآن نريد أن نسأل مسؤولي دولتنا الذين يبدو أنهم لا يعيشون معنا وأنهم يطبّقون قوانين وقرارات وأشياء بالية وجامدة دون أي نوع من الاجتهاد مهما كان نوعه : إذا كان معدّل التلميذ الماجري " لا يكفي "  (16.81 ) وإذا كان معدّل أمل أيضا لا يكفي  (19.65 )  فأي معدّل يكفي ويرضي طلباتكم ؟. هل مطلوب من كل تلميذ يرغب في الدراسة بالخارج أن يحصل على 40 على 20 مثلا حتى ترضوا عنه وتحققوا رغبته ... أو لنقل حقّه في الدراسة حيث يشاء وليس مزيّة من أحد ؟؟؟.

ويبقى السؤال الأهمّ وهو : إذا كان هذا هو جزاء كل تلميذ ناجح بتفوّق فهل نقدر بعد ذلك أن نلوم أي تونسي يجد فرصة النجاح والعمل بالخارج فيقرر عدم العودة إلى هذه البلاد التي لا يعرف مسؤولوها أبسط قواعد التصرّف مع المتفوّقين ؟؟؟.

* الصورة لوزيرة التعليم العالي بمناسبة تكريم المتفوقين بجندوبة يوم 4 جويلية الجاري وهي تتوسّط بدر الدين الماجري ومرام المرزوقي.

ج - م