فيروس وضغط نفسي كبير : هل يتمّ التعتيم عن حالات الشفاء من كورونا عمدا ولماذا ؟ ؟؟

فيروس وضغط نفسي كبير : هل يتمّ التعتيم عن حالات الشفاء من كورونا عمدا  ولماذا ؟ ؟؟


أعتقد أن من بين العناصر التي جعلت التونسيين  يعيشون تحت الضغط الشديد والتوتّر المزمن أن نشرات الأخبار في كافة المحطات الإذاعية والتلفزية تقريبا باتت على نمط واحد يركّز بنسبة كبيرة جدّا على فيروس كورونا وعلى عدد الإصابات الجديدة وعدد حالات الوفاة إلى درجة أن المواطن بات متعوّدا على هذا الوضع ... وقد يكون هذا هو المطلوب بالضبط .
وفي المقابل هناك طبعا حالات شفاء بالتوازي مع حالات الوفاة أو الإصابات الجديدة . إلا أن الغريب في الأمر أن مؤسسات السلطة التي تعطينا يوميّا تلك الأرقام المفزعة لم تعد تتحدّث عن حالات الشفاء إلا في حالات قليلة ونادرة إلى درجة أن الكثير من التونسيين باتوا يتحدّثون عن " إرادة رسميّة " لإخفاء عدد حالات الشفاء حتّى تتواصل حالة الخوف والرعب التي عمّت التونسيين خاصة منذ الموجة الثانية من هذا الفيروس اللعين .
وبطبيعة الحال لا يمكن الجزم أو النفي في هذا الأمر. إلا أن بقاء الحالة على ما هي عليه أي عدم الحديث عن حالات الشفاء يثير الكثير من نقاط الإستفهام .
وفي هذا الإطار ولعلّ من بين الأخبار السارة أن  المديرة الجهوية للصحة بمنوبة أعلنت  أن عدد حالات الشفاء فاق اليوم الجمعة ولأول مرة منذ جوان الماضي  حصيلة  الإصابات إذبلوغ 392 حالة شفاء مقابل 373 حالة حاملة للفيروس. وعلى سبيل المثال سجلت  ولاية منوبة اليوم 33 حالة شفاء جديدة وحالتي إصابة فقط بمنوبة ووادي الليل   وأنّه باحتساب الحالتين الجديدتين يرتفع   عدد حاملي الفيروس بالجهة إلى 373 حالة .
وعلى هذا الأساس فإن المطلوب اليوم من كافة السلط المعنيّة أن تتحدّث عن حالات الشفاء بنفس القدر الذي تتحدث به عن حالات الإصابة أو الوفاة . فالحديث عن حالات الشفاء يساهم دون شك في تخفيف التوتّر والضغط النفسي الرهيب على المواطنين ويساعدهم على الصبر والتحمّل واتباع إجراءات وزارة الصحة الوقائية والتخلّي عن مقولة " حكاية فارغة " التي باتت السمة البارزة لدى الكثير من التونسيين جرّاء اليأس الذي ساهم في نشوئه لديهم التعتيم الإعلامي عن الجوانب الإيجابية للوضع الوبائي وأهمها حالات الشفاء.
ج - م

 

التعليقات

علِّق