فى حضرة " المعلّم الأكبر "...

فى حضرة " المعلّم الأكبر "...

 

بقلم : محجوب لطفى بلهادي

بعد ان استمر لاكثر من عشر سنوات من التحكم الذكى والممنهج لعقولنا ومشاعرنا، من حقنا من باب جبر الضرر على الأقل ان نبدى براينا دون تحفظ حول إحدى البرامج الشبيه بالملهاة الاغريقية التى انتهت فى احدى فصولها الشهيرة  باحراق "الاب ستربسياديس" لمدرسة "سقراط"...

الفصل الأول من الملهاة

على أمواج أحد المحطات الإذاعية الخاصة ، شاءت لعنة الفضول ان استمع الى احد منشّطيها الجهابذة وهو يسال "معلمه الاكبر" بمنتهى الملائكية والبراءة بما معناه :" فى المستقبل من علينا دعوته للمشاركة فى البرنامج ومن علينا استثناءه خاصة وان العديد من متابعى البرنامج غير راضين عن دعوة نفس الوجوه التى باتت بالنسبة لهم عنوانا للفشل ؟ "

 بالفعل سؤال عبقرى مٌحيّر يستحق طرحه لطلبة الماجستير فى الصحافة خاصة عندما يصدر من منشط  لا يشق له غبار فى اعتناق  جميع المذاهب والملل والنحل التحريرية على امتداد عشر سنوات من "دمقرطة العبث والتوجيه الاعلامى" .. بلغت به الفهلوة والنبوغة الى التقاط اللحظة المناسبة لمعانقة أعلى المناصب الاعلامية برتبة رئيس مدير عام ..ساهم كغيره من حراس معبد "الانتقال الديمقراطي" بنصيب فى إسقاط عدد من رؤساء الحكومات وفى صنع زعماء ونخب وقياديين وهميين داخل غرف عمليات اعلامية للقصف والبروباغندا.. بلغت به شدة النبوغ الى حدود تدريسنا ابجديات الديمقراطية على المباشر وفى ربط مشترك مع عدد من القنوات التلفزية...

الفصل الثانى من الملهاة

على خلفية سؤاله الانكارى العظيم  أجابه "معلمه الأكبر" بكل ثقة فى النفس بما معناه : "بالطبع يٌستثنى من المشاركة كل من يدعوا إلى العنف والتكفير، أما من منحه الشعب الثقة  الخ الخ فهم  مٌرحّب بهم...". 

بالطبع كغيره من "فقهاء الاعلام" فى بلادنا استثنى نفسه تماما من قائمة الغير المرحب بهم ، فالفقهاء وأتباعهم جميعهم بالتأكيد فوق كل الشبهات...

بالطبع كغيره من "قادة الرأى" تناسى ان صناعة  قواميس السباب ومرادفات القذف والثلب على المباشر انطلقت من هناك ومستمرة الى اليوم على يد  صبي "المعلم الاكبر"  برتبة "كرونيكور"...

 بالطبع كغيره من "المعلمين الكبار"  تغافل عن حقيقة أن العنف  عربدة وان العربدة الاعلامية أشد قسوة وايغالا فى العنف الرمزى...

بالطبع كغيره من حكماء "معبد امون" للانتقال الديمقراطى نراهم اليوم يبكون على "حائط المبكى" وذلك بعد أن أجهزوا بالتشكيك والتشهير أحيانا وبالتهميش أحيانا أخرى عن كل مبادرة أو موقف مختلف دون كلل أو ملل...

الفصل الأخير والمختصر من الملهاة

فى لحظة لا إرادية وبحركة عصبية أقفلت جهاز الراديو ولسان حالى يردد : هل سيلقى البرنامج-الملهاة نفس النهاية الاليمة

التى عرفتها مسرحية "السحر" الاغريقية ؟ 

نترك لكم عناء الاجابة ...

 

التعليقات

علِّق