عندما يحاول أحدهم مسخ جزء من تاريخ الحركة الطلابية عمدا أو جهلا

الحصري - رأي
سمعت البارحة في برنامج "كلام الناس" شخصا شابا قال إنه ناطق باسم طلبة الإتحاد العام التونسي للطلبة وهو ( أي هذا الإتحاد ) لمن لا يعلم امتداد لحركة النهضة داخل الجامعة أو الإتجاه الإسلامي سابقا.وبكل صدق وبكل صراحة وبكل تجرّد أعجب كيف يكون هذا الشاب طالبا أصلا ... وكيف يكون ناطقا باسم تيّار معيّن ولا يستهان به من الطلبة ... وأعجب من أين وكيف جاء بتلك المعلومات ومن قام بتدريسه جانبا مهمّا من تاريخ الحركة الطلابية المجيد غصبا عنه وعن كافة الذين يريدون أن يزيّفوه ...؟؟؟.
ودون الخوض في تفاصيل ما البعض مما قاله أو في تعامله بقلة أدب وازدراء مع كل من مايا القصوري وآمال علوان أو في الشكل الذي تحدّث به وكان واضحا أنه معقّد ومريض نفسانيّا إلى درجة أن الشفاء يصبح ميئوسا منه سوف أتحدث عن الجزء الذي يتعلّق بالانقلاب على الهياكل الشرعية للإتحاد العام لطلبة تونس ( المنظمة الأم ) وعن الهياكل النقابية المؤقتة التي عملت سنوات وسنوات على إنجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة .
ففي ما يتعلّق بالانقلاب الذي نفّذه نظام بورقيبة سنة1971 خلال المؤتمر 18 بمدينة قربة لم يكن ناقصا إلا أن يقول لنا "السيد" إن اتحاد الطلبة هو الذي انقلب على حزب الدستور خاصة عندما تحدّث بسخرية عن نوفل الزيادي الأمين العام المنقلب عليه الذي أصبح في " علم " هذا الغلام من جماعة النظام ... أما الهياكل النقابية المؤقّتة التي قال إنها حادت عن المسار وجعلت من الجامعة التونسية ساحة تتصارع فيها الأفكار والإيديولوجيات والحال أن هذه الهياكل كانت مهمتها الأولى الأساسية هي إنجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة بما أن أغلبية الطلبة آنذاك كانت ترفض نتائج مؤتمر قربة المزوّرة التي أزاحت بالقوة الهياكل الشرعية وأفرزت بالزور والقوة أيضا قيادة من حزب الدستور الذي يتباهى بعضهم اليوم بالإنتماء إليه وكأنه حزب ملائكة خال من الجرائم والأخطاء .
إن ما فعله هذا " الطالب " مسخ لجزء هام من تاريخ الحركة الطلابية الذي لا يمكن لكمشة " ذراري " أن يمسخوه طالما أن " كبار الحومة " ما زالوا على قيد الحياة ... وأنا واحد منهم . ولا أعتقد أن الصراع الدائر بين اتحادي الطلبة يسمح للبعض بهذا المسخ الذي يدل على أحد أمرين : إما الجهل المدقع وإما القصد الخبيث . وفي كلا الحالتين يبقى التاريخ تاريخا والهراء هراء.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق