عندما يتجاوز علاء الشابي كافة الخطوط الحمراء

عندما يتجاوز علاء الشابي  كافة الخطوط الحمراء

الحصري - مقال رأي

قبل أن نغوص في تفاصيل الموضوع يجب أن يعرف الجميع أننا من أشد المدافعين عن حرية الصحافة وحرية التعبير ... ليس اليوم فقط وإنما منذ أن كان " أبطال البوكيمون "  يرقصون على نغمات صانع التغيير . لكن في المقابل ندرك جيدا ما الفرق بين حرية التعبير والتهوّر ... وتجاوز الخطوط الحمراء لأننا نعيش في مجتمع شرقي غصبا عنا وهناك ضوابط أخلاقية لا يمكن التفريط فيها بدعوى التحرر أو لأي سبب آخر .
وفي حلقة أمس من برنامج " عندي ما نقلّك " نعتقد أن البعض مما تم بثّه لا يمت لحرية التعبير أو لحرية الصحافة وحقّها في " التنقيب " عن الحقيقة لا من بعيد ولا من قريب . فالحالة التي شاهدنا فيها وسمعنا أخوين يتحدّثان عن خيانة وعن أمور لا يقبلها العقل لا يمكن تبريرها بأن " مجتمعنا فيه حالات مماثلة " أو بأي تبرير آخر ... فمجتمعنا فيه بالفعل حالات أشنع من هذه الحالة لكن هل يجب أن نكشف ما يجب إخفاؤه أم نتعلل بأي شيء لنتحدث عن أمور ما زالت تحرج الآلاف بل مئات الآلاف من العائلات في تونس رغم كل ما يقوله ويسعى إليه " المتحررون " ؟؟؟.
وبقطع النظر عن محتوى  الحالات الثلاث التي تم بثها أمس فقد لاحظنا الكثير من التشنج في تصرفات علاء الشابي وفي مواقفه . فقد شن هجوما عنيفا على ضيفه الأول وألصق به تهمة أنه اتهم أخاه بالخيانة مع زوجته والحال أنه قال مرات عديدة إنه لم يتهم أخاه بل زوجته المرحومة هي التي قالت له إن " ابنه " المتوفى رحمه الله أيضا ليس ابنه بل ابن أخيه ... وكان كلامه واضحا رغم أنه اتضح أنه يجد صعوبة كبرى في إيصال فكرته وإيصال المعلومة إلى الآخرين .
أما في حالة تلك المرأة التي دعت أمها لتتصالح معها فقد أصرّ علاء الشابي على أن يشترط عليها أن تقوم بإسقاط كافة " القضايا "  كمدخل للمصالح مع أمها ومع إخوتها والحال أن هذه المرأة كادت تبكي وهي تحاول أن تفهمه أن المعني بالإسقاط أو مواصلة التتبع هو زوجها وليست هي ...
وفي حالة الزوجة التونسية وزوجها الجزائري كنّا ننتظر من علاء الشابي ... ومثلما فعل في حالات سابقة ... أن يعلم الزوج بأن البرنامج سيساعده على إيجاد شغل حتى تتغير ظروفه ويبقى إلى جانب زوجته وأبنائه ... لكن ابن الشابي تخمّر وسارع بإنهاء الحوار أمام دهشة رجل لم يفهم لماذا جاء إلى البرنامج أصلا ... ولم يفهم لماذا طلب منه علاء أن يغادر وهو في كل ذلك الغموض ...؟؟؟. 
 وتبقى ملاحظة أخيرة نسوقها بكل لطف لعلاء الشابي وكل من يبحث عن الإثارة قبل " ثوابت الصحافة الأخرى ". فقد كتبنا سابقا ... سنوات 90 ... وسنوات 2000  أي عندما كانت " الزلقة بفلقة " ... واستطعنا أن نبلّغ ما نريد بالإستعمال السلس للغة العربية وباستعمال التلميح . وتفادينا خدش مشاعر القراء جميعا وكان ما نكتبه يطالعه الأب وابنته والأم وابنها دون أي حرج مهما كان ... وللحديث بقية إذا كانت من نوع " حديثنا قياس " .
 جمال المالكي
 

التعليقات

علِّق