عندما تصفّق مريم بالقاضي لإهانة سفير فرنسا لنا تحت أنظار دولتنا المسؤولة عنّا

رغم مرور يومين على استضافة السفير الفرنسي بتونس من قبل مريم بالقاضي في برنامج " 24 – 7 " على الحوار التونسي ما زلت لم أستوعب إحدى عبارات " الضيف " التي صفّقت لها مريم بالقاضي وصفّق معها الجمهور الحاضر بمبادرة من " المسؤول عن التصفيق ".
فقد جاء في حديث السفير أن الفرنسيين سيعيدون بناء مستشفى قفصة ... وأن الفرنسيين أنفسهم هم من بنوا مستشفى قفصة ... ويقصد طبعا زمن الاستعمار. وهذا التصريح هو في الواقع منتهى الاهانة للدولة أوّلا لأنه لا يعقل بكل المقاييس ولا يجوز في كافة الأعراف الديبلوماسية أن يقول أي سفير إن حكومته أو دولته ستعيد بناء أو ستيني كذا أو كذا وهو ضيف لدى الدولة التي عيّنته دولته فيها . وحتّى لو كنّا إيجابيين جدا وقلنا إنه ربما يقصد أن فرنسا ستساعد الدولة التونسية على إعادة بناء ذلك المستشفى أو غيره فإنه كان لزاما على حضرة السفير أن يكون دقيقا في كلماته حتّى لا يفهمه الناس بمثل ما فهمت . وهو أيضا إهانة لنا ثانيا لأن السفير سواء كان يقصد ما يقول أو لا يقصد قد أشعرنا بأننا عاجزون عن تدبّر أمورنا بمفردنا أو بأن دواتنا عاجزة عن التصرّف وعن ضمان حق الصحة لنا فجاء السفير ليمنّ علينا ويبشّرنا بأن دولته ستبني لنا مستشفى .
وفي كلا الحالتين كان على دولتنا أن تخجل من هذا التصريح أو أن تردّ عليه بصفة رسميّة على الأقل . كما كان على الأحزاب التي صدّعت رؤوسنا منذ 6 سنوات بمسائل فارغة أن تنتبه إلى قيمة هذا التصريح وأن تعطينا موقفها منه بالرغم من أن مواقف أغلبها معروف ولا ينتظره أحد منّا .
بقيت ملاحظة أسوقها إلى السيدة مريم لأقول : هل إن إجراء حوار مع السفير الفرنسي باللغة الفرنسية مصدر للقوّة أم للضعف ؟. هل إن متابعي الحوار التونسي " فرانسيس " مثلا ونحن لا ندري ؟... ثم هل فهمت مريم مغزى حديث السفير في هذه المسألة بالذات أم أن " العبرة بالتصفيق " لا غير ؟؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق