عملية غار الدماء الإرهابية والدور المشبوه لقناة نسمة في توجيه الرأي العام والتحريض والإيهام

لا شك أن أي شخص له 5 في المائة من الحس السياسي يلاحظ بلا عناء أن الدور الذي تقوم به قناة نسمة بات منذ مدّه غامضا ومشبوها فيه إلى درجة يصحّ معها ذلك المثل القائل : " كاد المريب يقول خذوني " . أما اليوم فلم يعد أي مجال للشك في أن نبيل القروي و" جماعته " يلعبون لعبة قذرة لا أحد يدري إلى أين ستقود البلاد .إن مشكلة القروي ( ومن ورائه نسمة التي وظّفها توظيفا كاملا ) أو أمّ المشاكل عنده هي يوسف الشاهد وحكومته ووجوب إسقاطها مهما كان الثمن . ومن أجل ذلك جنّد القروي منذ مدّة جيشا من الوجوه المعروفة التي نعرف جيّدا " نضالاتها " سواء زمن الجمر أو بعد الثورة ( وأصرّ على كلمة ثورة رغم أنوف كل من يكرهون هذه الكلمة ومنهم نبيل القروي ) . وهؤلاء " الجنود " ما فتئوا يربطون كل ما يحدث في البلاد بفشل يوسف الشاهد وحكومة يوسف الشاهد . وقد فتح هؤلاء منذ مدّة مندبة ونوّاحة عندما أقال الشاهد وزير الداخلية لطفي براهم وكأنه الوزير الوحيد في العالم الذي يقال أو كأن الشاهد عندما أقاله قد ارتكب ذنبا لا يغتفر ولا يقلّ فداحة عن ذنب آدم عندما أكل التفاحة فانتقلنا بسببه من السكن في الجنة إلى السكن على سطح هذه الأرض .
وتأتي اليوم عملية جندوبة الإرهابية التي يرى كثير من المتابعين أنها ربما تكون قد تمّت تحت الطلب فتغتنم جوقة القروي الفرصة لتخرج السيوف من أغمادها وتخلص إلى نتيجة واحدة ووحيدة وهي أنه ما كان لهذه العملية أن تتم لو كان لطفي براهم على رأس وزارة الداخلية . ولم يكن صعبا على من تابعوا " التحاليل العظيمة " لقناة نسمة أن يلاحظوا تلك السذاجة لدى منشطاتها اللواتي كنّ يوجّهن النقاش في ما يريد القروي أن يصل إليه وهو أن لطفي براهم هو الوحيد القادر على دحر الإرهاب ... أما غيره فلا يصلح لأي شيء . وقد وصل الاستهتار بهذه القناة إلى حدّ أن أتت لنا بشخص نكرة استنتج أن عملية غار الدماء " هزيمة دولة " أمام سلبية المنشطة وقد تدخّل خليفة بن سالم ليقول للضيف " المحلّل " الخبير إن ما حدث يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم وليست دليل هزيمة دولة .
باختصار شديد إن ما تقوم به نسمة من توجيه وتأليب للرأي العام لا يمكن أن يكون مجانا أو لله وفي سبيل الله . ونعتقد أنه لم يعد خافيا على أحد هذا الدور المشبوه الذي تلعبه نسمة أمام صمت أو سلبية الهياكل المعنية بتصحيح هذه الانحرافات وعلى رأسها " الهايكا " التي يبدو أنها باتت عاجزة كل العجز أمام سطوة ابن القروي وجماعته . وحتى تطمئنّ قلوب أفراد " المجنّدين " أقول إنني لا أدافع لا عن الشاهد ولا عن حكومته ...وإن كل العالم يعرف ذلك ... قلت هذا فقط لأطلب من كل من رفع قبل قليل حجرة أن يرميها ...
جمال المالكي
التعليقات
علِّق