عملية حجب الأعداد " بدعة يعقوبيّة " ... ولا علاقة لها بالنضال النقابي

عملية حجب الأعداد " بدعة يعقوبيّة " ... ولا علاقة لها بالنضال النقابي

 

بقلم : ابراهيم الوسلاتي 

التصعيد الذي تشهده الساحة التربوية جرّاء قرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي بحجب أعداد السداسية الأولى ربّما الثاني عن الإدارة والتي قابله قرار الحكومة بالالتجاء الى حجب "الشهاري" ليس في مصلحة أحد وفي المقدمة التلاميذ الذين ارتهنم لسعد اليعقوبي وجماعته للضغط على الوزارة...
حجب الأعداد هي بدعة في حدّ ذاتها وهي لا علاقة لها بالنضال النقابي وغير منصوص عليها في دستور البلاد الذي بقدر ما يحمي حق الاضراب بقدر ما يقدّس الحق في التربية و التعليم و الحق في العمل...نحن لا نشكّك في مشروعية مطالب الأساتذة بالرغم من بعض الاجحاف ولكن أن نعتبر أن الغاية تبرّر الوسيلة مهما كانت فهذا أمر غير مقبول و أن يتجاوز بعض النقابيين الذي هم في الأصل مربون جميع الحدود الأخلاقية والتربوية لنعت الوزير و الوزارة والحكومة بشتى النعوت فهذا شيء مرفوض وقد سبق لأحد النقابيين أن شتم الوزير السابق للصحة سعيد العايدي و أمّه وعائلته أمام بهو الوزارة و بالرغم من تقديم قضية في الغرض لا جديد يذكر...
وما أستغربه شخصيا هو صمت الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لم يوافق على قرار الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي فقد كان على المركزية النقابية أن تصرّح بموقفها علنا ودون مواربة لأنّ القضية ذات بعد وطني والاتحاد لا يهادن في مثل هذه القضايا...
كما أستغرب من صمت منظمة التربية والأسرة وجمعيات الأولياء الذي تركوا الوزارة لوحدها أمام هذا الحملة التي تشنّها عليها جامعة التعليم الثانوي والحال أنّه بالإمكان القيام بتحركات احتجاجية في إطار القانون أمام مقر الجامعة العامة للتعليم الثانوي وفي بطحاء محمد علي التي هي ملك لعموم التونسيين وكذلك أمام المؤسسات التربوية...
واستغرابي الأخير أمام سلوك الألاف من الأساتذة الذين هم في غالبيتهم أولياء ومسؤوليتهم جسيمة في تربية الناشئة وكأنهم لا يشعرون بمدى انعكاس هذا السلوك على المناخ داخل المؤسّسة التربوية...
يقيني أنّ المسألة ستحسم امّا بتخل قيادة الاتحاد أو من خلال القضاء أوبإقدام الوزارة على حجب الرواتب...

التعليقات

علِّق