على راديو " إي - آف - آم " : دفاع غريب عن السرقة والعبيدي و الدزيري يعتبرانها " بطولة " ؟

على راديو " إي - آف - آم " :  دفاع غريب عن السرقة والعبيدي  و الدزيري  يعتبرانها " بطولة  "  ؟

بعيدا عن كل ما قيل عن سرقة المبلغ المالي بالعملة الصعبة ( يورو ) وبعض الروايات الساذجة التي قيلت في هذا الشأن يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة التسيّب الإعلامي التام بحيث لا ضوابط ولا أخلاق ولا ميثاق ولا هم يحزنون.

وفي إطار هذا التسيّب العام  قال " الكرونيكور " بإذاعة " إي - آف - آم " خالد العبيدي : " السيد اللي سرق 600 مليون حقق حلم 95 بالمائة من التونسيين "... دون أن يجد أي تصحيح أو توضيح من المشرفين على برامج هذه الإذاعة الذين يبدو أن الحكاية أعجبتهم والحال أنه ما كان لها أن تحدث حتى في إطار المزاح لا غير. فما معنى أن يقول إن السارق ( مهما كان اسمه أو صفته ) حقق حلم 95 بالمائة من التونسيين ؟. ألا يعني هذا أن 95 بالمائة من التونسيين إما سرّاق وإما يحلمون بالسرقة ؟. وهل أصبحت السرقة في هذا الزمن الكلب بطولة تجد من يبرّرها ومن يدافع عنها في وسيلة إعلام رسمية دون أن تثير هذه التصريحات  الحد الأدنى المطلوب من ردود الفعل الرافضة على الأقل؟؟؟.

وفي نفس السياق الغريب قال أحد حكماء هذا العصر " الكرونيكور " بنفس الإذاعة ( ويا لعجائب الصدف ) نجيب الدزيري : " إن شاء الله اللي سرق 600 مليون ما يتشدّش ..برجولية بقلبو ".؟؟؟.

هذا الكلام لا تفسير له سوى أن صاحبه ( الدزيري ) أعجبته عملية السرقة وطريقتها  وهو يتمنّى جهرا أن يفلت مرتكبها من العقاب فلا يتم القبض عليه أصلا. وهذا معناها أن السيد بات لا يخجل من الدفاع عن السارق وعن تبرير الجريمة بصفة علنيّة لا غبار عليها.

وبعملية  حسابية سريعة وبسيطة  تابعت ردود الفعل على هذين التصريحين على الصفحة الرسمية لهذه الإذاعة ( وهي نفس الصفحة التي أخذت منها الصورتين بعد أن شككت في البداية في ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ) فوجدت أن أكثر من 95 بالمائة من القراء استنكروا هذه التصريحات . ولعلّ  أكثر عبارة تكررت لدى الغالبية الساحقة من المعلّقين على التصريحين هي : " هو  ربما حقق  حلم صاحب التصريح أما نحن فنفضّل أن نأكلها بالحلال "...

وأعتقد أن هذا الكلام أبلغ من أيّة إضافة أخرى تقال لهذين الشخصين اللذين أتت بهما الصدفة إلى عالم الإعلام ليزيدا من همومه وآلامه وتعاسته ... إلى أجل غي مسمّى.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق